بقلم : علي العمودي
بكل فخر، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أمس الأول، الأرقام النهائية للمشاركين في «تحدي القراءة العربي» لهذا العام، الذي أطلقه فخر هذه الأمة، ومثل مشروعاً حضارياً ليكون فخراً لأمة بأسرها ومقدمة على طريق استعادة دورها الحضاري
. فقد أعلن سموه «قراءة 50 كتاباً في كل عام لكل طالب» في التحدي الذي شارك فيه هذا العام 10 ملايين طالب من 44 دولة في 52 ألف مدرسة، ويتابع أداءهم 86 ألف مشرف قراءة.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في معرض إعلانه تلك الأرقام أن «تحدي القراءة العربي لا يخص دولة معينة، بل يخص كل عربي، كل عربي حريص على لغته وعلى مستقبل أبنائه أينما كان في العالم، نحن أقوياء بالعلم، وأقوياء بالشباب العربي الذي يدرك أهمية القراءة، وأقوياء باجتماع العرب على مشروعات حضارية كتحدي القراءة العربي».
التحدي أطلق طاقات الشباب وروح الإبداع وقدح زناد الفكر لدى الأجيال وغير من طبيعة المشهد في منطقتنا العربية التي أراد البعض أن يطبعها بطابع واحد وتوجه غريب لا علاقة له بقيمها وإرثها الحضاري ودورها الريادي على امتداد العصور وحقب التاريخ. أرادوا أن يتسللوا للعقول عبر الاتجار بالدين وتسويق الشعارات الجوفاء وتزيين المغامرات، ونشروا الفتن والقلاقل التي لم تنتج سوى البؤس والخراب والدم.
كان مدخل الظلاميين في كل الأوقات لاختراق الشباب وتجنيدهم لتنفيذ مآربهم ومخططاتهم الخبيثة هو الجهل والأمية، وحيثما يتفشيان يزدهر الفكر الظلامي والتطرف والانغلاق وإقصاء الآخر، وبالتالي شاهدنا كيف جرى تحويل شباب غر في مقتبل العمر إلى وقود في الحروب العبثية لأصحاب المشاريع الهدامة وناشري الخوف والموت والخراب. القراءة مفتاح حل كل الإشكاليات، وكان «اقرأ» الذي جاء في الأمر الإلهي للمبعوث متمماً لمكارم الأخلاق عليه الصلاة والسلام، مفتاح بناء أمة وازدهار حضارة امتدت من الصين شرقاً وحتى الأندلس غرباً.
تأكيد راعي التحدي أن «تحدي القراءة» يخص كل العرب هو دعوة للجميع للتفاعل مع مشروع حضاري ينطلق من بقعة الأمل التي تنشر الضوء والضياء في العالم من هذه المنطقة من العالم، لتودع اليأس، وتستقبل الفرح والمستقبل اللائق بها بين الأمم، وتخرج من واقعها نحو الأجمل، وتهتف لأبي راشد.. شكراً يا فخر الأمة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد