بقلم - علي العمودي
اليوم تتوجه أنظار العالم نحو العاصمة الأميركية واشنطن، ترصد لحظات تاريخية تؤرخ لعصر جديد في منطقتنا، عصر يحمل رؤية جديدة تبني شراكات جديدة، تحمل السلام والاستقرار والعمل المشترك، لتبادل المنافع والمصالح المشتركة، وتعزيز التنمية وتحقيق الازدهار والرخاء للشعوب.
لحظات تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث يوقع نيابة عن قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، معاهدة السلام مع دولة إسرائيل ممثلة برئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وما ستقود إليه من التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والبحثية والاستثمارية، وغيرها من ميادين التعاون المشترك.
لحظات تاريخية يشار فيها بالبنان بكل التقدير والامتنان لصانع هذه اللحظات التاريخية، وجعلها ممكنة بشجاعته ورؤيته الحكيمة الثاقبة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي أدرك ببصيرته أن السلام الذي يصنعه ينطلق من إدراك المصالح العليا لبلاده وشعبه، الذي التف حوله في أبلغ صور الولاء والانتماء، وقد قال كلمته «نحن فداك يا بوخالد، لو خضت بنا البحر لخضناه معك، و«نحن عصاك لي ما تعصاك».
قرار تاريخي وخطوة شجاعة لا يصنعها إلا الشجعان، تنطلق من استيعاب المستجدات والمتغيرات التي طرأت على المنطقة والتحديات التي تحملها، وتتطلب مقاربة جديدة بعيداً عن التشنجات والشعارات الجوفاء، التي استهلكت عقوداً من هذه الأمة بحثاً عن السراب.
الإمارات وهي تمارس حقها السيادي الكامل في الخطوة الاستراتيجية الشجاعة، التي اتخذتها ورحبت بها الأوساط الإقليمية والدولية، حرصت على تأكيد موقفها التاريخي الثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومواقف الإمارات بشأنها ناصعة ساطعة لن تستطيع إخفاؤها أو التقليل منها «غرابيل» المزايدين والمتاجرين الذين دأبوا على أن يقتاتوا منها بمزايداتهم وشعاراتهم البلهاء، التي تجاوزها الزمن والعصر معطياته.
للسلام بريقه وثماره، التي لا يدرك أهميتها وقيمتها إلا الشجعان الذين صنعوه من أجل أوطانهم وشعوبهم، وأدركوا أن عصراً جديداً يولد معه «لا وصاية فيه لأحد على أحد» ويبني جسوراً من التعاون والتفاهم، نحو آفاق لا حدود لها من الخير للجميع، ومرحباً بالسلام على أرض السلام ومن عاصمة السلام.