آتش آر

"آتش آر"

"آتش آر"

 صوت الإمارات -

آتش آر

بقلم : علي العمودي

تابعت إعفاء إحدى الوزارات في دولة الكويت الشقيقة موظفيها ممن تجاوزت سنوات خدمتهم العشرين عاماً من نظام البصمة لتسجيل حضورهم وانصرافهم من الدوام. لفتة حملت تقديراً رفيعاً لهم ولسنوات خدمتهم الطويلة وأداء واجبهم بحس مسؤول وعالٍ، وأشعرتهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والثقة الكبيرة الموضوعة فيهم.

 لفتة حضارية راقية تمثل درساً مجانياً لأولئك الذين لا يدركون من مسؤولياتهم في أقسام الموارد البشرية الـ «آتش آر» سوى أن دورهم ينحصر في مراقبة الموظفين، بطريقة استحضر معها قصة النملة وملك الغابة ومستشاره الثعلب الذي أشار إليه بضرورة مراقبة أداء النملة المنتجة، فتناسل عن تلك المشورة «المهببة» مستشارون ومقيمون ومحكمون ومحللون استراتيجيون حتى تضخم حجم «الموارد البشرية» لجيش من البيروقراطيين على حساب العنصر المنتج الوحيد في الدائرة، أي النملة التي اضطرت للانتحار!

في بعض إدارات الموارد البشرية التي تفرعت عنها أقسام ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان، يجد الموظف القديم والمراجع نفسه كالتائه وهو يرى موظفات في عمر حفيداته، وربما كان في موقعه قبل أن يبصرن النور، يتعاملن معه بكل استخفاف، كأنما وفد إليهن من كوكب غريب. تجد إحداهن مشغولة بتلوين أظفارها ترد عليه دون أن ترفع عينيها عن الطلاء: «حجي كله أونلاين الحين»، من دون أن تسأل نفسها لم راجعها أصلاً!

أخرى تقول لموظف قاده حظه العاثر لمراجعتها: إن العلاوات المستقطعة لا تعاد «على طريقة البضاعة المباعة لا ترد»، متناسية أن ردها أو مزحتها- ولم يكن لها أساس من الصحة- إنما تحمل إساءة لمرفق عملها وتصويره كأنه يستولي على حقوق العاملين. وتجد المسؤول مشغولاً في الحديث عن المعايير العالمية، وضرورة الحصول على المزيد من شهادات «آيزو» التي أصبحت باب رزق جديداً يدر ذهباً لأكشاك الاستشارات الغريبة المنتشرة، مستغلة هوس دوائرنا بقصة «الآيزو»، رغم وجود جوائز محلية ومواصفات ومعايير أرقى منها يدركها من يتابع برامج التميز الحكومي. كما أن تلك الدوائر والجهات لم تكن لتصاب بذلك الهوس لو أن الاشتراطات والمعايير موضوعة من مجالس جودة محلية.

لا أحد يشجع على التسيب، كما يعتقد منظرو «الموارد البشرية»، وإنما نتحدث عن أفق جديد للعمل، يهتم بسعادة وراحة الموظف المنتج، ويعزز الولاء المؤسسي الذي لا يتحقق بملصقات موسمية، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آتش آر آتش آر



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates