بقلم : علي العمودي
بداية كل التحية لمؤسستنا الوطنية «اتصالات» لسرعة مبادرتها في إصلاح العطل الذي اعترى شبكتها مطلع الأسبوع الجاري، واعتذارها الشجاع لمشتركيها واستعدادها لتعويضهم عما تسبب فيه ذلك العطل. وهذه مناسبة لتدارك مثل هذا الوضع الصعب الذي واجه آلاف المشتركين، وقد كنت منهم.
البعض جعل من الموقف طرفة ونكتة تتداول، وجه معها الشكر لمؤسستنا العتيدة على إتاحتها الفرصة له لإعادة اكتشاف أفراد أسرته بعد انقطاع «النت» وكيف اكتشف أنهم طيبون وأن «العيال كبرت». ولكن بعيداً عن هذا الموقف الساخر الذي يعبر عن غياب الحوار والتواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، نتوقف أمام الكلمة الأبوية السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور
سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في حواره التلفزيوني مؤخراً مع الزميل محمد خلف، وأكد سموه خلال الحوار الدور المحوري للأسرة باعتبارها الخط الأول لصون قيم المجتمع وترسيخ دعائمه وتعزيز لحمته الوطنية «والاهتمام بتربية النشء، والتفرغ لتربيتهم، فهم أساس تطور المجتمع، وحتى لا يكونوا عرضة للأفكار الهدامة التي
تستهدفهم». وبالذات من قِبل ما وصفه سموه بـ«الجاهلية الجديدة» من أصحاب الجماعات الضالة التي لبست شعار الإسلام». مرجعاً سموه الانسياق خلفهم من قبل البعض إلى عدم «اتباع أساليب التربية الصحيحة»، لانشغال الآباء والأمهات عن صغارهم بمتطلبات الحياة وإغفال التربية، معتبراً التربية الصحيحة الحصن الحصين في وجه ذلك.
الحديث الأبوي السامي تذكير لنا جميعاً في ذروة الانشغال بمتطلبات الحياة وزمن وسائل التواصل الاجتماعي بألا نهمل فلذات الأكباد الأغرار الذين تتربص بهم عناصر منحرفة، دينياً، وفكرياً لا تريد الخير لهم ولبلدانهم ومجتمعاتهم. وتابعنا وقائع عدة نفذ من خلالها أصحاب تلك الأفكار المنحرفة والشاذة إلى عقول أغرار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مستغلين
صغر سن هؤلاء وضعف إلمامهم بأمور دينهم وهشاشة صلاتهم الأسرية وغياب لغة الحوار داخل الأسرة الواحدة. هؤلاء الذين اعتبروا الدين الحق مطية لهم لتبرير تعطشهم لسفك دماء الأبرياء وتقويض أمن واستقرار المجتمعات وتدمير مقدراتها. هؤلاء الذين «شوهوا صورة الإسلام المشرقة» كما قال سموه، وأشار إلى بعد أسري وتربوي مهم بضرورة تمكين المرأة المربية من البقاء لفترات أطول مع صغارها تأكيداً لدورها المهم في الاستقرار الأسري وتربية وبناء الأجيال. حفظ الله أبناءنا ومجتمعاتنا من شرور المنحرفين والضالين.
المصدر : الاتحاد