بقلم : علي العمودي
تابعنا مؤخراً المؤتمر الصحفي الذي عقدته هيئة تنظيم الاتصالات بالتعاون مع شرطة أبوظبي للإعلان عن حصول مركز طوارئ الشرطة على الاعتماد الدولي من شركة متخصصة في حلول السلامة والأمان، لنظام الاتصال التلقائي الآلي «إي كول»، ضمن مبادرة «فزعة» التي طورتها الهيئة، ويتيح تزويد المركبات بخاصية التواصل الآلي مع مركز الطوارئ عند وقوع حادث مروري، والذي سيتم تطبيقه على جميع السيارات الجديدة في الدولة بحلول 2021.
وبحسب ما جرى الإعلان عنه فإن أي مركبة مزودة بالنظام تتعرض لحادث مروري سترسل كافة المعلومات الضرورية الخاصة بالحادث آلياً وبصورة فورية، مثل تلك المعلومات الخاصة بالموقع ونوع السيارة ونوع الوقود، بالإضافة إلى عدد الأشخاص الموجودين داخل السيارة وقت الحادث.
«فزعة» هي مبادرة كانت هيئة تنظيم الاتصالات قد طوّرتها بالتعاون مع «المواصفات والمقاييس» والجهات الشرطية بالدولة، لتفعيل الأنظمة الخاصة باستقبال مكالمات الطوارئ، من أجل تقليل زمن الإبلاغ عن المركبات عند تعرضها لأية حوادث على الطرق.
مبادرة نوعية تحقق سرعة الاستجابة للوصول لطرفي الحادث، وكذلك ترتيب أولويات أجهزة شرطة المرور والطوارئ وخدمات الإسعاف والطواقم الطبية للوصول بسرعة للمتضررين في الحوادث الجسيمة باعتبارهم الأكثر احتياجاً للمساعدة في مثل هذه الأحوال.
ومع تقديرنا للجهد المبذول لتحقيق غاية سامية وهدف مهم، إلا أن الميدان والمعنيين بقضايا الحوادث المرورية بأنواعها يتطلعون للمزيد من التطبيقات والمواصفات للحد من نزف نعاني منه وحوادث مؤلمة تتطلب الكثير والمزيد من تضافر الجهود، سواء من جانب مستخدمي السيارات والطريق إجمالاً أو من الشركات المُصنعة.
نتذكر جميعاً كيف كانت تنشطر بعض أنواع السيارات عند وقوع حوادث تصادم، ويبدو أنه قد تمت معالجة هذا الجانب بحيث لم نعد نسمع عنه كما في السابق. وحرصت العديد من شركات إنتاج السيارات على تزويدها بمجسات داخلية للتعامل مع حالات ترك أطفال داخل المركبة. ولكن هناك حوادث تشهد في أعقابها احتراق السيارة بكاملها وبسرعة مع انغلاق الأبواب التي لا تُفتح بعد ذلك إلا بمعدات الدفاع المدني، ولا زالت في الذاكرة وسجلات الشرطة حوادث عدة على هذه الصورة المؤلمة، ولعل أشدها إيلاماً ما جرى الشهر الماضي في منطقة الميناء بأبوظبي عندما توفي طفلان مواطنان إثر حريق سيارة متوقفة كانا بداخلها، ولا زلنا بانتظار نتائج التحقيقات.