بقلم : علي العمودي
في ليلة طيبة مباركة من العشر الأواخر لشهر رمضان الذي ودعنا، وفي ليلة ختم القرآن وعشرات الآلاف من المصلين يطوفون ببيت الله الحرام، خرجت خفافيش الظلام من أوكارها، مستهدفة أقدس وأطهر البقاع، في محاولة إرهابية خسيسة، ولكن عين الذي لا تأخذه سنة أو نوم، وتحرس بيته وضيوفه المصلين الآمنين، ردت كيدهم إلى نحورهم، بفضل منه، جلت قدرته، ويقظة العيون الساهرة لرجال الأمن في المملكة العربية السعودية الشقيقة الذين نشد على أياديهم، وهم في حرب بلا هوادة على الإرهاب والإرهابيين وفلول المتطرفين ممن يعيثون في الأرض فساداً.
استهداف أطهر وأقدس بقاع المسلمين، يكشف مستوى انحدار وتردي فئة باغية، لا تقيم وزناً أو اعتباراً للمقدسات والحرمات، وتواصل الإثم والعدوان باستهداف الأبرياء الآمنين، واستباحة الأموال والممتلكات لمواصلة تنفيذ إجرامهم.
المحاولة الإرهابية الدنيئة لمهاجمة الحرم المكي من أفعال فلول الإرهاب، وهم في الرمق الأخير بعد نجاح قوات الأمن السعودية في إلحاق ضربات قاصمة لشبكاتهم وخلاياهم التخريبية على طريق اجتثاثهم واستئصال شأفتهم، وقطع دابرهم وتجفيف منابعهم.
جاءت المحاولة الإرهابية الآثمة بينما كان الشعب السعودي الشقيق يقدم أروع صور التلاحم الوطني والانتقال السلس للمسؤوليات الوطنية مع قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، بما يحمل من رؤى للمستقبل وروح شبابية تعبر عن صورة الأداء والعمل، تواكب التطلعات والإيقاعات المتسارعة للتطور في أفق القرن الحادي والعشرين، وما صاحب التعيين من بيعة للأمير الشاب مع تدفق السعوديين زرافات ووحداناً على قصر الصفا بمكة المكرمة، وكذلك بمقار كل إمارة على امتداد أرض الحرمين الشريفين. هذا التلاحم الوطني والالتفاف الشعبي، أوغر صدورهم الحاقدة المريضة بعد أن شعروا بحجم عزلتهم ورفضهم من قبل السعوديين قاطبة. السعوديون الذي كانوا جنباً إلى جنب، وصفاً واحداً مع مليكهم وقواتهم المسلحة ورجال الأمن في مواجهة ما يحاك ضد المملكة ومقدسات المسلمين.
ما جرى يذكرنا جميعاً بمسؤولياتنا التاريخية في التعاون للتصدي للإرهاب والإرهابيين ممن لا دين ولا وطن ولا انتماء لهم، والتصدي لمن يقف خلفهم بالدعم والمساندة والتمويل والتحريض والترويج لأفكارهم النتنة ودحرهم للأبد. حفظ الله أرض الحرمين وسائر البلدان من شرور الإرهاب والفتن، وأعداء الحياة والإنسانية.