بقلم : علي العمودي
كان استهجان واستنكار شرائح واسعة في المجتمع لمقطع مصور عن تعذيب قطة، ينطلق من قيم ترعرعنا عليها، ومستمدة من ديننا الحنيف الذي يحث على الرفق بالحيوان، ونستذكر واقعة امرأة، قال سيد الخلق نبي الرحمة المبعوث متمماً لمكارم الأخلاق سيدنا محمد عليه السلام إنها في النار لتعذيبها هرة.
كان التقدير والترحيب الكبيران لأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإلزام الموقوفين في القضية تنظيف حديقة الحيوانات في دبي أربع ساعات يومياً ولمدة ثلاثة أشهر، تعبيراً عما يميز هذا المجتمع المعروف بتراحمه الذي يشمل البشر ويمتد للحيوان، وهو ما تحض عليه تعاليم ديننا، دين الرحمة والرفق واللين، واستمد اسمه من السلم والسلام الذي تطمئن به المجتمعات وتنمو وتزدهر.
وعبر التفاعل والترحيب مع القرار السامي والعقوبة الحضارية عن الاستياء الواسع للفعل غير المسؤول والبشع والقاسي لمرتكبيه، والذي لا يمت للإنسان وأخلاقه.
ومن هذه الواقعة الكثير من الدروس التي تدعونا للتوقف أمامها بدعوة الجميع لتحمل مسؤولياته بضرورة احترام القوانين، وإدراك تبعات أي ممارسة قد يقدم عليها بوعي أو من دون وعي قانوني بأبعادها. والبعض على الرغم من كل حملات التوعية والتذكير يتعامل باستخفاف مع مثل هذه الأمور، ويعتبرها نوعاً من التسلية للأسف!!.
كما أن الواقعة سانحة لتذكير وزارة البيئة والتغير المناخي لتشديد حملاتها التفتيشية على العزب والمزارع في مختلف مناطق الدولة، حيث يصر بعض ملاكها وأصحابها على تربية حيوانات شرسة وبصورة غير قانونية، بل منهم من يتجرأ على إطعامها من الحيوانات السائبة في المنطقة.
ومنها ما يتسلل إلى المناطق السكنية المجاورة، ليمثل خطراً يتهدد الأطفال وحتى الكبار.
كما أن مثل هذه الحملات مطلوبة من البلديات على الفلل والشقق السكنية التي يأوي أصحابها أنواعاً شرسة من الحيوانات، ولعل أحدث مثال على ذلك ما ذكرته عبر هذه الزاوية منذ أيام عن الطفل الذي تعرض لهجوم كلب شرس تربيه جارتهم، واضطر أهله لنقله للخارج لإجراء عملية دقيقة لإنقاذ وجه وفك الطفل الذي تضرر بشدة جراء ذلك الهجوم.
والشكر والتقدير لشرطة دبي لسرعة التوصل للمتورطين في هذا الفعل غير الإنساني وغير الأخلاقي، ليقدموا درساً يذكر الجميع بأن عين ويد القانون ترصد كل مسيء لقيم وصورة مجتمع الإمارات.
المصدر : الاتحاد