بقلم : علي العمودي
يُسدل اليوم الستار على أضخم دورة من دورات «مسابقة المهارات العالمية أبوظبي2017»التي احتضنتها عاصمتنا الحبيبة على امتداد الأيام الستة الماضية، برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشهدت مشاركة مئات الشباب من مختلف دول العالم إلى جانب الندوات والمؤتمرات المصاحبة لها، بحضور أكثر من 20 وزيراً للتربية والتعليم وممثلين عن 30 دولة عربية وأجنبية.
وأياً كان الفريق الفائز بالذهب في المسابقة، فإن الذهب والتقدير الرفيع قد ذهبا للإمارات، وهي تنظم هذا الحدث الشبابي العالمي الضخم بكل تفوق وتميز يؤكد جدارتها وريادتها في ميدان ومجال تنظيم الفعاليات الكبرى، وقد قدم أبناؤها مشاركين ومتنافسين ومتطوعين أجمل وأرقى صورة لإنسان الإمارات، وحرصه على الترحيب بضيوفه والاحتفاء بهم. وقد كان هذا الجانب حديث كل مشارك ومتسابق وضيف زار مركز أبوظبي للمعارض، حيث جرت فعاليات وأنشطة المسابقة، وهم يوجهون الشكر والثناء والامتنان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لما وفره من دعم وإمكانات للمسابقة إعداداً وتنظيماً لتخرج بهذه الصورة البهية الألقة، ولتعبر عن مكانة العاصمة والإمارات إجمالاً. ليس ذلك فحسب، وإنما جسدت كذلك الاهتمام الكبير والمتعاظم الذي توليه قيادتنا الرشيدة للتعليم بمتابعة ومبادرات شخصية من سموه، والرهان على الإنسان، باعتباره الأساس والركن الأهم في بناء الأوطان.
لقد أتاحت استضافة المسابقة لشباب الإمارات الاحتكاك بنظرائهم من أرجاء العالم، والذين انبهروا بالتجربة الإماراتية في ميدان إعداد الشباب لمثل هذه المسابقات، وأيضاً المستوى الرفيع الذي وصل إليه التعليم التقني والمهني في الإمارات، باعتباره إحدى صور الإعداد للمستقبل وبناء أجيال اقتصاد المعرفة.
لقد كان الاهتمام مبكراً بالتعليم التقني الذي تصدرته كليات التقنية ومعاهد التكنولوجيا، وحمل لواءه مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وما المسابقات وما شهدته من منافسات جمعت صفوة الشباب المبتكرين والمدربين سوى امتداد لهذا الاهتمام الذي نقطف بعض ثماره اليوم على طريق إعداد الشباب للمستقبل الذي سيكون للتميز والمتميزين المبدعين، ومؤسسات التعليم في سباق مع الزمن لإثراء أسواق العمل بأجيال من الخريجين القادرين على مواكبة متطلبات الأسواق المتغيرة، ونحن نسمع تحذيرات الخبراء من اختفاء وظائف تقليدية لصالح غير التقليدية المعتمدة على التقنيات الحديثة والمتطورة. وأخير لا نقول إلا شكراً لضيوفنا وشبابنا ولكل من اجتهد ليمثل الإمارات خير تمثيل.