بقلم : علي العمودي
ونحن نستعد غداً لوداع خير جليس في الأنام، ممثلًا بعرس الثقافة المتجدد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تتجلى اليوم احتفالية أهل الفكر والإبداع بالفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثانية عشرة تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرجل الذي سما بدعمه ورعايته لأهل القلم والفكر من أبناء الإمارات المبدعين نحو آفاق غير مسبوقة، وحلق بالثقافة والإبداع الإنساني باتجاه عالمي يجمع المشترك بين الثقافات ويصوغ منه جسوراً للتفاهم وحسن التعايش ونشر القيم الحضارية والإنسانية لأجل غد أفضل للشعوب.
شيخ زايد للكتاب التي تعد من أكبر وأغلى الجوائز في قيمتها المادية لا تستمد مكانتها في قلوبنا من هذا المنطلق فحسب، وإنما من خلال مكانة الرجل الذي تحمل اسمه، قائد قلما يجود الزمان بنظير له، فالمؤسس الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبما حباه الله من حكمة ورؤية استشرافية للمستقبل، أولى العلم والثقافة أهتماماً مبكراً فتخرج من مدرسته قادة ورجال يؤمنون بدور الثقافة وجعلوا منها منهاج حياة وأسلوب تفكير للإبحار نحو مستقبل أسعد وأجمل للإنسان أينما كان.
من فكر زايد وإيمانه بالعلم والثقافة انبجست عشرات المبادرات الإماراتية الرائدة، الهادفة لنشر النور ورفع رايات التنوير في كل مكان لدحر أفكار الظلام والظلاميين، حيثما اعتقدوا أن لهم موطأ قدم. فأعداء الحياة والحضارات لا يظهرون إلا حيث يحل الظلام.
وبالتزامن مع انطلاق عرس الثقافة في أبوظبي وفي رحاب عام زايد، شاهدنا أنموذجا من نماذج إيمان قيادة وأبناء الإمارات بالثقافة كمنهج للحياة، عندما تحدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة معالي نورة الكعبي الأوضاع الأمنية لتحل ضيفة على عاصمة الرشيد لتوقيع اتفاقية إعادة بناء جامع النوري ومنارة الحدباء التاريخية في المدينة القديمة من الموصل، والتي دمرهما تنظيم «داعش» الإرهابي قبيل دحره. في مسلك إرهابي تدميري كعادة خفافيش الظلام بذات الأسلوب الذي أقدمت عليه حركة طالبان الإرهابية عندما نسفت تمثالًا تاريخياً في مدينة باميان الأفغانية وغيرهم من الإرهابيين. وبهذا الإدراك المبكر والأفق الرحب غدت الثقافة من مظاهر القوة الناعمة للإمارات ورسالتها للعالم ليتحد ويرص صفوفه في الذود عن قيمه الحضارية في وجه قوى الظلام التي تستهدف الحضارة الإنسانية.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد