بقلم : علي العمودي
قبل أيام جمعتني الصدفة في القاهرة بعدد من الشباب من الجرحى اليمنيين الذين يتلقون العلاج على نفقة بلاد «زايد الخير»، وعندما علموا أنني قادم منها، تسابق الجميع للتعبير عما تكنه المشاعر من حب وامتنان وتقدير وعرفان للإمارات ومواقفها الأخوية والمبدئية وهي «تفزع» إلى جانبهم لنصرتهم مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي تتولى قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
قال الشباب «مهما قلنا لن نفي الإمارات حقها مما يعتمل في القلوب من مشاعر فياضة وجياشة، فالإمارات قدمت أغلى ما يمكن للأخ أن يقدمه لأخيه، فقد قدمت كوكبة من خيرة شبابها الذي استشهدوا لأجل أن ينتصر الإنسان اليمني في مواجهة الخطر الإيراني المتمدد عن طريق أدواته وأذنابه من الميليشيات الحوثية الإيرانية الإرهابية». وإلى جانب الدعم العسكري، قالوا إنها نفذت برامج إغاثية وإنسانية «وصل معها رسل المحبة والسلام من متطوعي (الهلال الأحمر) الإماراتية إلى مناطق وقرى نائية في العمق اليمني لم نكن لنسمع بها، من أجل التخفيف من
معاناة السكان في المناطق المحررة». وتواصل الدعم الإماراتي ليشمل قطاعات حيوية مهمة لتحسين الظروف المعيشية للسكان، وإعادة تأهيل البنى التحتية المدمرة، لا سيما في الكهرباء والماء والإسكان والصحة والتعليم والطرق، وغيرها من المجالات والميادين الحيوية. وقالوا إن الإمارات أعادت لنا الأمل في الحياة بعد أن دب اليأس فينا بأننا فقدنا وطننا الذي اعتقدنا أنه قد أصبح بيد إيران في مشروعها التوسعي في المنطقة، والذي عصفت به «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل».
وقبل أن أغادر منطقة الدقي التي تحولت إلى قطعة من اليمن نظراً لكثافة وجود أبناء الجالية اليمنية فيها، قالوا لي بصوت واحد «السلام أمانة»، ورجاء أن توصل تحياتنا وشكرنا وامتناننا لكل أهلنا في الإمارات، وفي المقدمة أسد الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي ستظل مواقفه ومبادراته لليمن وأهلها محفورة في القلوب، وسيخلدها التاريخ بحروف من ذهب. وقالوا «نتمنى أن نستكمل علاجنا في القريب العاجل لنعود وننضم لرجال المقاومة والجيش الوطني وأشقائنا من أبطال القوات المسلحة الإماراتية والتحالف العربي للاحتفال بالنصر الذي تلوح لنا في الأفق بشائره، فدم شهداء اليمن والإمارات دين في أعناقنا و(ثأرنا ما يبات)».
نقلا عن الاتحاد