بقلم : علي العمودي
في رحاب الشهر الكريم الفضيل، شهر رمضان المبارك، تتجدد التحية والتقدير والامتنان للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومنسوبيها كافة للجهد الكبير والمتميز الذي يقومون به على مدار العام، وبالأخص في الشهر الكريم لجهة حسن إعداد بيوت الله لتكون جاهزة لاستقبال روادها، وتوزيع العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على المساجد والمجالس لتحقيق أقصى الاستفادة من وجودهم والانتفاع بعلمهم، وهم يُبصّرون عامة الناس بأمور دينهم وقيمه وجوهر رسالته الوسطية القائمة على الاعتدال، لا سيما في هذا الوقت العصيب الذي تمر به أمتنا الإسلامية بسبب ما لحق بالدين الحنيف من إساءة وتشويه من قبل الذين اختطفوه وجعلوه رهينة لمآربهم الدنيئة وتعطشهم للعنف والدم والدمار، ويعملون من منصات متعددة لتضليل النشء.
جهد كبير وملموس تقوم به الهيئة يستوجب التقدير، لا سيما في ميادين الوعظ والإرشاد، وفي مقدمة ذلك اختيار موضوعات خطبة الجمعة الموحدة، وأسطع مثال على حسن الاختيار خطبة يوم الجمعة الماضي عن «حسن الجوار»، والتحذير من إشاعة الفتن عبر وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي.
وإذا كانت من ملاحظة في هذا الإطار، فتتعلق بضرورة تفعيل دور أئمة المساجد، وتشجيعهم على التفاعل مع روادها، لأن البعض منهم يتعامل مع عمله، كما لو كان موظفاً عادياً في دائرة، إذ ما أن ينتهي من الإمامة حتى يهرع خارجاً ومساعده يغلق الأبواب، وكأنما المكان معرض انتهت ساعات عمله.
إمام المسجد كان له دائماً دور رائد في المجتمع، وقد كان المرجع للجميع. ودوره في هذه الأوقات يزداد أهمية، والذي لن تسلبه منه الشاشات التوعوية المنتشرة في المساجد، فهي لا تقدم ردوداً شافية للباحثين عن إجابات أو توعية تنويرية وتبصيرية للناس، خاصة وأننا في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات، وهناك شرائح كبيرة منهم لديهم مفاهيم وممارسات مغلوطة تستوجب التصويب والحديث معهم بلغتهم حتى يتبينوا الصحيح من الخطأ. وأئمة المساجد أكثر من يلاحظ ويلمس تلك المفاهيم والممارسات، ومع هذا لا تجد من أغلبهم مبادرات للتصحيح أو التوجيه لهذه الفئات والشرائح.
كما نحيي كذلك حرص الهيئة على بث خطبة الجمعة مترجمة للغة الإنجليزية والأوردو من خلال إذاعة القرآن الكريم، وهو جهد طيب مبارك يساهم في إيصال المعلومة، والهدف من الخِطبَة والغاية منها في التوعية، وتعميم الفائدة.