الصيد وفنون الحكم

الصيد.. وفنون الحكم

الصيد.. وفنون الحكم

 صوت الإمارات -

الصيد وفنون الحكم

بقلم : علي العمودي

قبل أكثر من أربعين عاماً كان القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مقناصه بمنطقة رحيم يار خان الباكستانية عند ما قدم عليه الصحفي الفرنسي الشهير أريك رولو، لإجراء مقابلة صحفية، وسأله خلالها: «المنطقة من حولك تغلي - في إشارة منه لوصول الملالي لحكم إيران - بينما أنت هنا في رحلة صيد»؟. 

رد عليه حكيم العرب بفطنته وبساطته وصراحته المعروفة: «لا مجال هناك للقلق، فقد وضعنا أسس دولة متينة البنيان، ووفرت لشعبي كل مقومات الحياة الكريمة، وأتعامل مع كل فرد فيه كأنه فرد في عائلتي».

غادر الصحفي المكان لينقل للعالم انطباعاته عن قائد فذ قدم من الصحراء متسلحاً بقيم ومبادئ أصيلة شب عليها، يتميز ببعد النظر والصبر والحكمة، لخص له فنون الحكم الرشيد في عبارات موجزة بسيطة، تحف به محبة مواطنيه.

لمس تواضعه ووده لمرافقيه وهو يشاركهم بساطة الحياة في ذلك «المقناص» ورياضة الصيد بالصقور، التي كان ينظر إليها حكيم العرب لا كمجرد رياضة تراثية من رياضات الآباء والأجداد، وإنما ببعد فلسفي باعتبارها تسهم في التوازن البيئي وتسمو بروح الإنسان، وتصقل شخصيته بمهارات مواجهة التحديات وتهذب روحه تواضعاً بعيداً عن مشاغل الحياة اليومية.
اليوم بعد ما يزيد على الأربعة عقود من ذلك اللقاء، يتواصل عطاء النهج الذي رسمه زايد ووضع أسسه وأركانه، متجسداً في دولة مستقرة مزدهرة تفيض خيراً على أبنائها والمقيمين فيها، ويصل جودها لمشارق الأرض ومغاربها، وتتمتع بمكانة إقليمية ودولية مرموقة بين دول العالم.

نستعيد المشهد، ونحن أمام شواهد الفرق بين من يعمل لأجل وطنه ويوظف موارده وثرواته لصالح شعبه، وبين الذي يُصر على تصدير شعاراته الجوفاء والرعناء والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، ويعمل على زعزعة أمن واستقرار العالم، ليجد نفسه مذموماً مدحوراً، ومعزولاً عن المجتمع الدولي، بل ويعجز عن توفير أبسط مقومات العيش الكريم لشعبه بعد أن اختار أن يكون راعياً وداعماً للإرهاب ليصبح أول من يكتوي بنيرانه، ويتجرع كؤوس مراراته. وهو ما ينطبق على النظام الإيراني المأزوم الذي لم يجد ما يبرر به الأحداث التي تشهدها بلاده بين الفينة والأخرى من اضطرابات وقلاقل وأحداث دامية سوى إطلاق تخرصاته باتجاه المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات.
 المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
 نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصيد وفنون الحكم الصيد وفنون الحكم



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 17:08 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"هيونداي i30 " تتحدى مع مقاعد كبيرة وسرعة فائقة

GMT 00:39 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحقق في 3 أشهر فائضاً أولياً بـ 100 مليون جنيه

GMT 10:56 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب فهمي يؤكّد أن "سيرة الحب" تتحدث عن حياة بليغ حمدي

GMT 12:07 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حاتم يقترب مِن إنهاء مَشاهده في فيلم "قصة حب"

GMT 19:02 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

للمرة الأولى فُرص عمل على "الشباب والرياضة" الجمعة المقبلة

GMT 00:15 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

“النغم الشارد”

GMT 15:52 2013 الإثنين ,12 آب / أغسطس

صدور "فضيلة رائعة في مجموعة قصصية"

GMT 20:09 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

مصرُ تحصدُ جائزتيّن من اتحادِ إذاعاتِ الدولِ العربيّة

GMT 04:42 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

تصميمات حمامات سباحة تناسب المساحات الصغيرة

GMT 12:55 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

مطعم سيروكو من أجمل المطاعم في الهواء الطلق

GMT 18:10 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ورش تعليمية مكسيكية تجذب الأطفال في معرض الشارقة للكتاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates