بقلم : علي العمودي
تحت هذا الشعار، أطلقت صحيفة «الاتحاد» أحدث حملاتها المجتمعية، بالتعاون مع شرطة أبوظبي، وبمشاركة فنانين وشعراء، وفعاليات من أجل التوعية بالمخاطر الكارثية لاستخدام الهاتف أثناء القيادة، وحتى أثناء عبور الطريق للمشاة.
قبل أيام من انطلاق الحملة، شاهدت مقطعاً مصوراً من أحد البلدان العربية الشقيقة، يظهر نهاية مأساوية لشابة كانت تقطع الطريق من المكان المخصص للعبور عندما دهستها سيارة مسرعة وتقذف بها عالياً، لتسقط وتلفظ أنفاسها في الحال بسبب انشغال سائق السيارة المسرعة بالحديث عبر الهاتف، وبالتالي لم يكن تركيزه على القيادة وحالة الشارع.
في الحملة الجديدة لصحيفتنا، ذكر لحقيقة علمية «إن عقل المرء لا يستطيع التركيز على شيئين في آن واحد»، وتحمل دعوة لكل سائق لتحديد مساره واختياره «أما قيادة آمنة أو لقطات أخرى»، والمعنى واضح والرسالة أوضح بأن «قرارك يحدد مسارك».
الواقع أن كثيرين لا يولون هذا الجانب المهم، والذي يدخل في صلب القيادة الآمنة، الاهتمام الذي يستحق، بل ويعتبرون أن استخدام السماعة أثناء القيادة يبعد عنهم المخالفة القانونية المرورية، ولكن الأمر يتعلق بالتركيز على الطريق أثناء القيادة، خاصة التعامل مع مفاجآته، وهي كثيرة ومتنوعة. للأسف هؤلاء لا يعيرون أدنى اهتمام لسلامتهم وسلامة الآخرين، وسجلات الشرطة والمرور تشهد بكم كبير من الحوادث التي حصدت الكثيرين، وغالبيتهم شباب في مقتبل العمر وأوج العطاء، فقدوا أرواحهم في لحظة عدم تركيز لانشغالهم في الرد على اتصال أو إجراء مكالمة أو إرسال رسالة «واتساب» أو قراءة رسالة واردة، وخلفوا الحسرة والألم في قلوب ذويهم. وهناك آخرون أصبحوا أسرى الكراسي المتحركة أو الأسرة البيضاء جراء الحوادث المرورية الناجمة عن الانشغال بالهاتف خلال القيادة.
الحملة الجديدة لجريدتنا «الاتحاد» تضاف لعدد من حملاتها ومبادراتها المجتمعية في خدمة القراء وأفراد المجتمع كافة، ترتكز على الرسالة السامية التي تنهض بها في سبيل زيادة مستويات الوعي بخطورة بعض الممارسات، خاصة بعد أن استحوذت التقنيات الحديثة والأجهزة الذكية على اهتمامات الجميع، ونستذكر الحملة التي قادتها بنجاح فيما يتعلق بالتصوير المسؤول وحسن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
نتمنى تجاوب وتفاعل الجميع مع حملة «قرارك يحدد مسارك»، لأنها تعني حياة وسلامة كل فرد في المجتمع، وتصب في استراتيجيات الدولة التي وضعت الإنسان وسلامته في أولوياتها، لأنه أغلى وأهم ثروة للوطن.
نقلا عن الاتحاد