بقلم : علي العمودي
قد يمر البعض مبتسماً أمام تحذيرات شرطة الشارقة الأخيرة لسائقي السيارات من الاصطفاف العشوائي أمام محال بيع «شاي الكرك» لتسببهم في عرقلة السير والازدحام والاختناقات المرورية لدرجة إغلاق الطرق. ولكنه واقع اضطرت معه الشرطة لشن حملة على هذه النوعية من السائقين وحررت مخالفات بحقهم.
ما يجري أمام محال بيع «الكرك» يحدث في أماكن عديدة في مختلف مدننا لوجود فئة من السائقين ليس لديهم أدنى استعداد للمشي أو الحركة خطوات معدودات للحصول على مشترياتهم، سواء من بقالة أو من مطعم أو مخبز. دون أن يدركوا ما يتسببون به من تعطيل للحركة المرورية. والبعض منهم يستنكر تحرير مخالفة بحقه بسبب «ثوان أو دقائق» ترك سيارته فيها ليشتري حليباً أو خبزاً.
في شارع فرعي أمام مركز «الوحدة مول» بأبوظبي توقف على جانبه سائق بسيارته واتجه لمخبز، وجاء آخر وفعل نفس الشيء على الجانب الآخر، وعندما خرجا كان مفتش «مواقف» يقوم بواجبه، فإذا بهما يحتجان بشدة، مستغربين سبب المخالفة!!. وهما يدركان أن شارعاً فرعياً كهذا، لايحتمل إيقاف سيارات على جانبيه لأنها تعيق الحركة تماماً.
أمثال هؤلاء السائقين تحرير المخالفة الفورية بحقهم غير كاف، بل بحاجة لعقوبات أشد، لأنهم يمثلون صورة صارخة للاستهتار بالقوانين والأنظمة واللوائح، فالمسألة أبعد من كأس شاي أو علبة حليب أو ربطة خبز أو حتى أداء الصلاة كما نشاهد عند مساجدنا في أوقات الصلاة، وبالذات عند صلاة الجمعة.
وحسناً فعلت شرطة دبي عندما أضافت لتطبيقاتها الذكية خدمة الإبلاغ عن الذين يتسببون في عرقلة حركة المرور مهما كانت الذرائع والمبررات.
وكانت العديد من الإدارات المرورية قد سمحت للمتسببين في الحوادث البسيطة تحريك مركباتهم، حرصاً على سلامتهم وسلامة الحركة المرورية، مما يعبر عن الأولوية التي توليها شرطة المرور لمسألة انسيابية حركة السير والتصدي لكل ما يعرقلها بكل قوة وحزم.هذه الظواهر السلبية التي تنتشر في العديد من الطرق، وبالأخص الفرعية بحاجة لحزم وردع، فالتغاضي عنها يقود إلى استفحالها بما يسيء للسلوكيات الحضارية التي يتحلى بها كل إنسان على هذه الأرض، مواطناً كان أم مقيماً. بعض السائقين بلغ به الاستخفاف بالأنظمة وبالآخرين الوقوف بسيارته في عرض الطريق ليتبادل التحايا مع صديقه ثم يغضب لتحرير مخالفة «عرقلة سير» بحقه!.