بقلم : ناصر الظاهري
- بعض الناس في بلداننا العربية يتصرفون في تلك المساحات المسكوت عنها، والتي لم يسنّ لها قانون أو يضعون شيئاً مخالفاً، وهم مدركون أن أحداً لن يجسر على إزالته أو يتخوفون من إزالته، مثال ذاك، في أحد شوارعنا العربية المصطفة على جوانبها العمارات الزجاجية والحديثة، يضع مالك إحدى تلك العمارات من أعلى سطحها إلى منتصفها لوحة معدنية تكاد تغطي واجهتها الأمامية مكتوباً عليها اسم لفظ الجلالة، سيعد بعض الناس أن الأمر حسن، وربما دعوا لمالكها بحسن الجزاء، لكن تلك اللوحة غير آمنة، ومنظرها يشوه شارع المدينة، وتحجب الرؤية عن الساكنين، فلا السكان قادرون على الشكوى، ولا البلدية ستزيل تلك اللوحة خشية أن يحلّ على الفاعل غضب السماء، وكل واحد يقول: دع الأمر لغيري، لكن لست أنا، وقد رأيت عمارة من تلك العمارات في أحد بلداننا تقطر واجهتها رياء، ونفاقاً، وربما تستر على شيء ما، فالعمارة على سطحها لوحة كبيرة «نيون» للفظ الجلالة، ولوحة تحتها على الواجهة عليها أسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، ولا أدري لماذا وضع اسم خالد بن الوليد ولقبه سيف الله المسلول؟ واسم معاوية بن أبي سفيان، ولقبه خال المؤمنين، وفاطمة، والزبير بن العوام، والقعقاع، يعني حاطّنهم كلهم، وراضي جميع الأطراف، ربما يعتقد مالكها أن اللوحة ستحميها من الغش الذي جرى فيها، وأكل مال الناس من أجلها أو ليجعل الناس تثق في إنشاءاته على أساس أنه مقاول مؤمن!
- في أوروبا يعملون الأشياء دون أن يجعلوا الناس مضطرين لسؤال هذا أو ذاك، وبطريقة سلسة وانسيابية ليمنعوا الحرج عن الناس، في بلداننا العربية يعقدون الأشياء لنضطر نسأل الغادي والآتي، متعكزين على قول المثل؛ «من سأل ما ضاع»، وإلا «شو فيها إذا سألت، وإلا السؤال حُرم»!
- «يا أخي مرات بعض الناس يضعونك في أضيق الزوايا، ويضغطون عليك دون أن يدروا بظروفك، ويحشرونك في أقسى اللحظات، وإن لم تستجب لهم نعتوك بأشد الألقاب، وأنت في حقيقتك لحظتها مثل الذي بطنه يوجعه، ويطلبون منه أن يقرأ وثيقة تأمين بتلك الخطوط الصغيرة واللغة القانونية المتخشبة ليوقعها»!
- «البعض حين يختار اسماً لمشروع ينبش في داخله، وما يعتقد به، حتى تكاد تعرف على أي ملة، وما هو توجهه في الحياة، يعني يمكن تعرف أصحاب صيدلية الثقلين أو مطعم غار حراء بسهولة»!
- «بصراحة كانوا يضحكون علينا زمان، أحسن هال من ذيك البلاد، وأحسن زعفران، وأحسن جوز، وظهر أحسن كل تلك الأشياء من أميركا، هي اللي تورد الولايتي، حبة الهال الخضراء كبر البيذامه، والجوز أكبر من عين الجمل، والزعفران الإسباني ريّان ويمكن لرائحته أن تستدعيك من بعيد.. علشان هالشكل ما في شيء أحسن من الولايتي الأصلي»!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد