بقلم : علي العمودي
مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صباح أمس، أفراح الشقيقة الكبرى مصر بافتتاح فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قاعدة محمد نجيب العسكرية شمال غرب البلاد، يجسد مكانة مصر لدى قيادة وحكومة وشعب الإمارات وما وصلت إليه العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، ومستوى التنسيق الرفيع بين قيادتي البلدين ومواقفهما المشتركة في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه منطقتنا وفي مقدمتها الحرب على الإرهاب.
افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية رسالة قوية بحجم قوة مصر الكبيرة العظيمة بشعبها وجيشها العظيم الذي أثبت عبر التاريخ أنه ليس صمام أمن مصر فحسب وإنما الأمة العربية قاطبة، جيش مصر وشعب مصر الذي اعتقد بعض الأقزام في غفلة من التاريخ أنهم قادرون على تركيعه وتهميشه وإشغاله عن مهامه الوطنية والقومية. خابت أوهام الأقزام وتبددت على صخرة قوة مصر وجيشها وتلاحم شعبها الأبي،
وما وقوف شرفاء الأمة إلى جانبها سوى عرفان ووفاء لدورها النجيب مع أشقائها على مر العصور، وإدراكاً لمكانتها كقلب وحصن العروبة، ومنارة تحمل رسالة خالدة تدرس للأجيال في معاني البذل والعطاء مهما تكالبت المحن والأهوال.
لقد كان للإمارات شرف الوقوف إلى جانب مصر باعتباره واجب الشقيق تجاه شقيقه، وإدراكاً للبعد الاستراتيجي لعلاقة بين البلدين الشقيقين هي ثمرة رؤية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي غرس فينا حب مصر فهي عند العرب بمكانة الروح من الجسد، فهل من حياة لجسد بلا روح؟، وهو القائل رحمه الله إذا لم تأت مصر إلينا فنحن من يجب أن يذهب إليها، في معرض رفضه لمحاولات عزلها.
القاعدة الجديدة المقامة على امتداد 18 ألف فدان تمثل نقلة نوعية في مسار الجيش المصري والتزاماته الوطنية والقومية، وهو يتصدى بكل قوة لمن يحاولون النيل من «كنانة الله في أرضه» فكل التحية لأبطال مصر وشهداء مصر.
لا نقول لمصر مبارك افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية فقط بل نبارك لأنفسنا هذا المنجز الذي يعد أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، لأن «عيال زايد» تربوا على أن أي منجز لمصر هو منجز لنا جميعاً، فهنيئاً لنا ولمصر التي ستظل شامخة «أم الدنيا» رغم أنوف الحاقدين والمتآمرين.