بقلم : علي العمودي
صباح أمس الأول، شهدت إحدى وسائل التواصل الاجتماعي إطلاق مناشدة تتعلق بطفل طريح الفراش بمستشفى توام يكابد آلام مرض اشتدت عليه، وخرجت عن نطاق السيطرة جراء إصابته بنوع خطير من أمراض الدم، وإذا بالجميع يهرع ويتداعى من كل مكان لتقديم العون والمساعدة عبر الاتصالات المكثفة للوقوف إلى جانب الطفل وذويه في تلك اللحظات العصيبة، مشهد يجسد روح الأسرة الواحدة التي يتميز بها مجتمع الإمارات الأصيل، وقد كان في مقدمة الجميع، معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، في مسلك ومسعى ليس بغريب أو جديد على «بوسعيد» وشيوخنا الكرام، شيوخ العز والطيب وقادتنا، الذين تجدهم دوماً بين أخوانهم وأبنائهم المواطنين في مختلف المناسبات في الأفراح وحتى الأتراح، ويمثل معاليه حالة استثنائية في وطن استثنائي أنعم الله عليه بقيادة استثنائية كرست هذا النهج الطيب المستمد من القيم الأصيلة لمجتمع الإمارات الحريص على تعزيز روح الأسرة الواحدة، وتمتين اللحمة الوطنية التي كانت دوماً عصية على الاختراق، لأنها تُروى بالحب والإخلاص، لتظل كواحة وارفة الظلال دائمة العطاء.
لم تمض ساعات على تلك المناشدة حتى تم المطلوب في ذلك التسابق الخير الذي كان كل مشارك فيه يعتبر الطفل ابنه أو من أسرته وأقاربه، روح طيّبة طيبة هذه الوجوه الطيبة التي تفاعلت مع الأمر، وأكدت الغرس الطيب الحميد في بلاد زايد الخير، حفظها الله، ومن فيها للخير ومن أجل الخير. وقيادتها ورجالها يعملون دائماً على أن يصل جود الإمارات وخيرها للشقيق والصديق أينما نادى منادي الواجب والالتزام من دون تمييز.
كما قدمت الواقعة صورة طيبة للتوظيف المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي وحسن استخدامها لخدمة المجتمع ومن فيه بحرص ومسؤولية بصورة تدحض تلك التجاوزات التي اجتاحت هذه الوسائط من قبل الكثيرين ممن اعتبروها وسيلة للتسلية والمزاح الثقيل، ولو على حساب مشاعر الآخرين وانتهاك خصوصياتهم.
وفي هذا المقام لا يفوت المرء التعبير عن كل التقدير والاعتزاز بالطاقم الطبي والإداري بمستشفى توام الذي قام بمجهودات كبيرة للتعامل مع حالة الطفل، وغيرها من الحالات الحرجة بصورة تعبر عن المستوى الرفيع للخدمات الطبية في الإمارات، وسجلنا بعض ملامحها في مقال الأمس. والله نسأل أن يديم علينا النعم وهذه الروح الطيبة، سمة الإمارات وأهلها وشيوخها.