بقلم : علي العمودي
حرصت وزارة التربية والتعليم ومع بدء العام الدراسي الجديد الذي انطلق الأسبوع الماضي، على دعوة الجميع لعدم تداول أية أخبار تتعلق بالوزارة وقضايا الميدان التربوي والتعليمي، إلا بعد التأكد منها ومن خلال المصادر الرسمية.
دعوة جاءت في وقتها، خاصة أن هذا العام يشهد تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بتوحيد مسار العملية التعليمية، في نقلة نوعية لمسيرة بناء أجيال الغد، وتلبية متطلبات اقتصاد المعرفة على طريق تعزيز مسيرة الخير والنماء.
ومنذ أن اعتمدت المناهج الوطنية وفق أسس ورؤى «المدرسة الإماراتية» لتكريس القيم الإماراتية والهوية الوطنية، وفي الوقت ذاته تمكين الأجيال من امتلاك أدوات المعرفة للتعامل مع المستقبل ومتطلباته، أقول: منذ تلك الفترة، والتعليم وقضاياه كانا هدفاً للتشكيك ولحملات شرسة من قبل الأبواق المعادية للإمارات، وبالذات المنابر «الإخوانية» بعدما تبددت أوهامهم في تحقيق مآربهم الإجرامية، وهم الذين صورت لهم نفوسهم المريضة أن السيطرة قد دانت لهم في حقل التربية والتعليم. لذلك نرى فلولهم تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات ونسج الأكاذيب حول ما يجري على الساحة.
ومع تقديرنا لدعوة الوزارة وضرورة التفاعل الإيجابي معها، نؤكد لها ولغيرها من الدوائر أن «مبيد الإشاعات» الأول، والأكثر فعالية هو الشفافية وحسن توظيف حسابات التواصل الاجتماعي لتعريف الرأي العام أولاً بأول بمجريات الأمور. وبالأخص عند اعتماد برنامج معين أو تطبيق أمر جديد يتعلق بطرق التدريس والتقييم، وغيرها من الأمور ذات الصلة المباشرة بالميدان.
وما ينطبق على الوزارة، ينسحب على غيرها من الجهات والدوائر التي لا تزال تتعامل مع الإعلام والرأي العام بأساليب بالية، ما يتسبب في توالد الإشاعات وتداولها وتضخيمها، وبعدما تكون المعلومة المغلوطة قد انتشرت، نجدها تتحرك لمعالجة الأمر.
هناك أمور لم يعد مقبولاً معها انتظار «المصدر المسؤول» ليجود على الإعلام أو الرأي العام بالمعلومة المطلوبة، والبعض من هذه الجهات أصبح يستسهل عملية إصدار بيان تحذيري بأن من يتداول أخباره من غير مصادرها سيلاحق قانونياً، دون أن يدرك أن بأسلوبه هذا وطريقة تعامله يفتح الباب واسعاً لانتشار الإشاعات وتداول الأخبار غير الصحيحة. وتساهم بعض المواقع الإخبارية غير المنضبطة في اتساع دائرة تلك المعلومات المشوهة، بل تتحول مساحات التعليق في هذه المواقع لساحات معارك كلامية لم تكن لتظهر لولا عدم التعامل بشفافية منذ البداية.