بقلم : علي العمودي
من وطن الخير والمحبة والعطاء الذي قال عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى، إنه كالنور في أرض مظلمة قدوة للآخرين، تتوالى مبادرات الخير لإسعاد الإنسان أينما كان.
وبعد أيام من إعلان سموه عن إطلاق صندوق «آخر ميل» لجمع مائة مليون دولار، ومساهمة سموه فيه
بـ 20 مليون دولار لتخليص البشرية من مرض العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي، تسطع من أرض المبادرات وعلى يد فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة جديدة. ففي اليوم الذي افتتح فيه قمة المعرفة التي عقدت برعايته واختتمت أمس الأول، أعلن سموه أحدث مبادراته «تحدي الأمية» التي تستهدف ثلاثين مليون شاب وطفل عربي حتى عام 2030، وذلك بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومنظمة «اليونسكو» وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
مبادرة جديدة تضاف لجملة المبادرات النوعية التي تسطع من أرض الخير للتخفيف من معاناة الآخرين، وتحسين الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها الفئات الهشة في العديد من المجتمعات، وبالذات في عالمنا العربي، حيث تواجه شرائح واسعة فيه الثالوث الرهيب الفقر والمرض والجهل.
تجيء «مبادرة تحدي الأمية» لتصنع بارقة أمل جديد في تلك المجتمعات، وبالذات التي استغل معها تجار الشعارات المتأسلمين الفرصة لينفثوا داخلها أمراضهم وأوهامهم وينشروا أفكارهم القائمة على الإقصاء وبث الكراهية والتحريض على الآخر، وانطلقوا من تلك الأرضية ليجندوا الأغرار لصالح مخططاتهم الإجرامية ويقوضوا أمن واستقرار البلدان التي نفذوا إليها كما شاهدنا وتابعنا خلال السنوات القليلة الماضية. بل إن تفشي الأمية في تلك المجتمعات في وقت اختفت فيه في البلدان المتقدمة يحمل دليلاً دامغاً للمشاريع والتجارب الفاشلة التي كان يروج لها تجار الشعارات، واعتبروها «صحوة» بينما كانوا ينشرون الضلالة بين الناس، دون أن يبذلوا أدنى جهد لتخليص مجتمعاتهم من براثن الثالوث الرهيب رغم تعاقب الأعوام والسنين.
«مبادرة تحدي الأمية» تبني دعائم واقع أفضل مع تضافر الجهود الإماراتية المباركة والمتواصلة التي تركز على الإنسان باعتباره أساس البناء والتطور والتقدم، فشكراً لأبي راشد فارس مبادرات الخير، والله نسأل أن يحفظ الإمارات منارة ساطعة للعطاء ونشر الخير وإسعاد الإنسان.