بقلم : علي العمودي
حرصت القيادة الرشيدة على نشر ودعم مجالس الأحياء وإقامتها في بيوت الأعيان والمواطنين، سيراً على نهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يؤكد دور هذه المجالس، معتبراً أن «المجالس مدارس»، لما لها من أهمية في تعزيز اللحمة الوطنية، وتوطيد التعاضد والتآزر بين المواطنين، وتأكيد التمسك بالقيم والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وتنشئة الأبناء والأجيال على قواعد «السنع» الإماراتي.
وقد لاحظت حرص العديد من الدوائر الاستفادة من المجالس لتعريف الأهالي بخدماتها، وفي الوقت ذاته، التعرف إلى احتياجات السكان عن كثب، ولعل البلديات الأكثر نشاطاً في هذا المجال هي أبوظبي والعين والظفرة، وكذلك وزارة الداخلية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي والدائرة الاقتصادية أيضاً.
وقبل أيام كنت في مجلس اللواء (م) محمد سالم بن كردوس العامري عضو المجلس الوطني الاتحادي في منزله بمنطقة المشرف في العاصمة، وبحضور زميله عضو المجلس حمد الرحومي، عندما استضاف محاضرة عن مكتب أبوظبي للاستثمار التابع للدائرة الاقتصادية، وتحدث مسؤوله خالد البوسعيدي عنه، وعن مبادراته ومشاريعه لاستقطاب الاستثمارات الخارجية والأجنبية وفق رؤية أبوظبي 2030، وتحويل العاصمة إلى مركز ثقل اقتصادي عالمي، ونقطة جذب على خريطة الاستثمارات العالمية.
توجه المكتب للاستفادة من المجالس، رغم حداثة تأسيسه، يؤكد حسن الرهان على دورها في توصيل المعلومة الصحيحة عن مهام وأدوار مختلف الجهات الحكومية، وقد كان المحاضر موفقاً بإبراز الغايات السامية من استقطاب الاستثمارات وتأثيراتها الإيجابية على الاقتصاد الوطني، وهو يبحر بثقة وقوة نحو مئوية الإمارات 2071، والمستلهمة من المحاضرة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في «أجيال المستقبل».
لقد عبر مستوى المداخلات الطيبة في ذلك المجلس الطيب عن مستوى رفيع من الوعي لدى الحضور، وقد كان من فئات عمرية متفاوتة، لأجل دعم مختلف المبادرات والخطط والبرامج التي تطلقها الدوائر والجهات الحكومية، وفق التوجيهات السامية لتحقيق المزيد من المنجزات والمكتسبات لمصلحة الوطن والمواطن.وما شاهدته بدد انطباعاً سائداً لدى الكثيرين بأن التقنيات وإيقاع العصر، شغل الشباب عن ارتياد المجالس، ولكن الواقع أن شبابنا رغم قوة إقباله على العصر وأدواته، إلا أنه يعتز بموروثه وعاداته وتقاليده، وحضور مجالس العلم باعتبارها من دلائل قوة الارتباط بالهوية الوطنية.
نقلا عن الاتحاد