بقلم : علي العمودي
مهزلة جديدة من مهازل نظام الحمدين في قطر، مسرحها هذه المرة العاصمة الإدارية لهولندا، مدينة لاهاي مقر محكمة العدل الدولية، وبعد مهازل التنظيم بحشد مرتزقة لمحاولة النيل من الصورة الزاهية الناصعة للإمارات أمام بعثاتنا الدبلوماسية في لندن وجنيف وعند المقر الأوروبي للمنظمة الدولية في هذه المدينة السويسرية، ها هو التنظيم الذي يدير دفة الأمور في قطر ينفذ مهزلته الجديدة في لاهاي، وهو يرفع شكوى عديمة الأساس ضد الإمارات بزعم اتخاذها «إجراءات تمييزية ضد المواطنين القطريين، وعدم تمكينهم من العلاج والتعليم والتجارة إضافة إلى قطع الصلات الأسرية».
المهزلة الجديدة تكشف في مقدمة ما تكشف حجم العزلة الإقليمية التي وضع فيها التنظيم بلاده، بعد أن اختار محور الشر حليفاً، ودعم وتمويل الإرهاب منهاجاً وطريقاً، وانسلخ بقطر عن محيطها الخليجي، وتعتقد بأنها -بممارساتها ومن خلال أبواقها التحريضية وضجيج المنصات المأجورة الممولة من قبلها- ستحول دون إدراك المجتمع الدولي لطبيعة الدور التخريبي الذي تقوم به مع حلف الشيطان لزعزعة أمن واستقرار العديد من المجتمعات والبلدان في منطقتنا الخليجية والعربية على وجه الخصوص.
يدرك نظام الحمدين قبل غيره حقيقة من يمارس، ويقوم بإجراءات تمييزية ضد مواطنيه، فهو أول من جرد المئات من أبناء أعرق القبائل العربية الأصيلة من جنسياتهم القطرية، وتركهم هائمين على الحدود، لمجرد رفضهم محاولات النظام المرتبك سلخهم عن عمقهم وامتدادهم الطبيعي في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وبقية البلدان الخليجية.
ومارس على مواطنيه في الداخل كل إشكال الفصل والتمييز والعزل، وفق برنامج ممنهج لتغيير تركيبة المجتمع القطري.
يدرك نظام الحمدين أن الخروج من النفق المسدود الذي أدخل بلاده وشعبه فيه يتلخص بخطوة واحدة زيارة الرياض، وفتح صفحة جديدة تفك بها الارتباط مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والانخراط من جديد في جهود المجتمع الدولي لصون الأمن والاستقرار والسلام في العالم.
لقد مارست دولة الإمارات حقها السيادي مع شقيقاتها في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بإجراءاتها بحق دولة ترعى وتمول الإرهاب، وتصر على التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وجعلت من المنصات والأبواق التابعة منابر لنفث سموم التطرف والفتن والتحريض والانقسامات. ومع هذا حرصت الإمارات على إيجاد آلية لضمان التواصل الإنساني بين العائلات في البلدين.
وقديماً قالوا، «شر البلية ما يضحك»، و«إذا لم تستح فافعل ما شئت»!.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد