عائشة سلطان
وسط الكثير من النكات والتهكمات التي أطلقها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على بعض المرشحين، وعدم الجدية، والارتباك الذي بدا عليه مرشحون ومرشحات أخريات، وتلك الصور المهزوزة للبعض والضعيفة للبعض الآخر من المرشحين الذين وقع كثير منهم في «مطب» الخلط بين مفهوم الشعار والبرنامج والصلاحيات، فإن هناك بلا شك أسماء قوية في سباق الانتخابات للوصول إلى مقاعد المجلس الوطني الاتحادي، أسماء تمتلك قاعدة شعبية وسيرة عمل جيدة وسمات شخصية تجعلهم أقرب الناس للحصول على نسبة مريحة من الأصوات تضمن لهم الفوز، هذا طبعاً دون أن نغفل إلمام هؤلاء بقواعد وأصول الاتفاقات و«التربيطات» في مثل هذه السباقات، خاصة الذين خاضوا غمار اللعبة الانتخابية سابقاً.
الصوت النسائي في معمعة الانتخابات بدا مرتبكاً ومشتتاً في المجمل والطروحات، وحتى في اللغة المستخدمة في الخطاب، إنْ بشكل مباشر من خلال جلسات النقاش، أو اللقاءات الإعلامية أو على مواقع التواصل، ذلك أيضاً لا يمنع وجود استثناءات جيدة في بعض الإمارات اتبعت أسلوباً علمياً وتكتيكاً استراتيجياً قوياً ربما يضمن وصول ما لا يقل عن أربعة أسماء نسائية للمجلس في دورته الجديدة على مستوى الدولة!
يميل الناس عادة إلى المرشح الذي ينظرون إليه باعتباره أحدهم أو واحداً منهم كما يقولون، يتحدث ببساطة وتلقائية، بمفرداتهم، دون أي حاجة لخطاب نخبوي، أو خطاب مهلهل ينم عن فكر فيه الكثير من الثغرات، كما يميلون لانتخاب أو اختيار من يعرفونه بشكل شخصي من خلال العائلة والصداقات وأماكن العمل وتكتلات الزمالة والحي والمنطقة، ويميلون كذلك - خاصة أننا نشكل مجتمعاً تغلب عليه ذهنية القبيلة - إلى اختيار الأشخاص الذين يشكلون تقاطعات وثيقة الصلة بالقرابة والمصاهرة والانتماء القبلي والمصالح والصداقات بطبيعة الحال، لذلك سعى الناخبون للإفادة من تلك الأسماء التي تضمها القائمة الانتخابية، وتمثل التقاطعات المذكورة!
تلك آليات واستراتيجيات غدت مفهومة للجميع، وربما قادت لتنبؤات مبكرة للأسماء التي ستفوز في الانتخابات، لكن المهم في الأمر أن على المرشحين الذين كانوا على تواصل واتصال لصيق بالناخبين لأجل ضمان أصواتهم عدم نسيان الوعود وكل الكلام الذي لأجله جاؤوا للمجلس، كذلك على المجتمع الانتخابي الذي لا شك ستزداد قاعدته في السنوات المقبلة، أن يعتاد ظاهرة المرشحين من أصحاب التصرفات والتوجهات الكاريكاتيرية، فهذه واحدة من الأثمان التي يدفعها المجتمع الساعي لتكريس التمكين والنهج الديمقراطي، أن يتاح للجميع فرصة الاشتراك في السباق، ووحده الجدير من يصل لخط النهاية ويفوز.. نتمنى لجميع الجديرين بالمهمة الوطنية حظاً وافراً.