بقلم - عائشة سلطان
في مرات كثيرة، تجد نفسك في مواجهة أسئلة لا إجابات واضحة عنها، أو لا وجود لمصادر محددة يمكن الرجوع إليها.
هذه التساؤلات قد تمس الوظيفة العامة أو السياسة والعلاقات الاجتماعية والموروث العام والأفكار الجمعية ذات الوزن.
كلنا مررنا بهذا النوع من الأسئلة، التي ينصحنا أهلنا أو أصحاب الخبرة في الحياة بتجنبها، ولكننا نصر على طرحها، وحين لا نعثر على مفاتيحها، نكتفي بمناقشتها مع أصدقائنا المقربين من ذوي البصيرة، في هذه الأيام أصبحت الكتب الجريئة والكتاب أصحاب القدرة على اقتحام الموضوعات غير التقليدية مصادر جيدة للإجابة عن ذلك النوع من الأسئلة ككتاب (نظام التفاهة)!
يناقش الكاتب هذه الظاهرة التي نعرفها جميعاً، في كل المؤسسات توجد مستويات متفاوتة لأصحاب الكفاءات والمؤهلات: المتواضعون، العاديون ثم تلك القلة من أصحاب الكفاءات العالية، وبلا شك فإنك دخلت العديد من المؤسسات وتعاملت مع كل هـؤلاء، ما يفاجئك ليس وجود أشخاص عاديين جداً، ولكن ترقي هؤلاء الذين لا يمتلكون الكفاءة الحقيقية إلى مناصب قيادية عليا في المؤسسة على حساب أصحاب الكفاءات هو ما يوقعك في الإرباك والأسئلة!
وتظل تضرب أخماساً في أسداس متسائلاً لتكتشف لاحقاً، كما يقول الكاتب، أن هؤلاء هم من يحافظون على بقاء نظام المؤسسة وعلاقاته ويعرفون سر المعادلة التي تجعلهم مفضلين دائماً: أن يعلوا قيم نظام المؤسسة على أية قيم أخرى!
ولكي تطمئن، فإن هذا واحد من إشكالات الوظيفة العامة في كل المجالات وفي كل مكان في العالم، وهو الموضوع الذي يناقشه أستاذ الفلسفة الكندي د. آلان دونو، في كتابه (نظام التفاهة) الذي ربما لم توفق مترجمته كثيراً في استخدام مصطلح (التفاهة) للتعبير عن الأشخاص العاديين من ذوي المؤهلات العادية الذين يناصرهم نظام أي مؤسسة للترقي على حساب أصحاب الكفاءات!