المختلفون لا يرحلون

المختلفون لا يرحلون!

المختلفون لا يرحلون!

 صوت الإمارات -

المختلفون لا يرحلون

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

في كل المجتمعات، وفي كل الأزمنة، سواء في تلك القرون البعيدة عندما كانت البشرية تتعثر في جهلها وبدائية حياتها ومعارفها، أو في هذه الأيام التي قيد الإنسان نفسه في سجلات الفضاء والتقنية المذهلة، وأنجز ما لم يخطر على بال أسلافه فيما يخص العلم وحقوق الإنسان، في كل هذه الأزمنة ظل الناس لا يرحبون بالمختلف، ولا بدعوات التغيير، فالتغيير يخلخل سكوناً لطالما وجدوا فيه راحتهم ورتبوا فيه سلم أولوياتهم ومصالحهم، وانصرفوا إلى حياتهم ويومياتهم غير عابئين أو ملتفتين للمزعجين ومثيري الشغب من دعاة التغيير.

التغيير يخيف الناس، يبعثر سلام أوقاتهم وعلاقاتهم، يشغلهم بإضافة المزيد من الحراسات على منظومات المصالح والمنجزات والموروث والمتراكم، من هنا تشهر الأصوات والأسواط، الدفاعات والهجوم والمطاردات والنبذ والإقصاء والتشهير والشتائم والسباب، لكل من ينادي أو يطالب أو يدعو لتغيير أمر أو سلوك أو قانون أو فكر اعتاده الناس طويلاً (ووجدوا آباءهم كذلك يفعلون)، ومن هنا تعتبر الدعوة للتغيير واحدة من أخطر التحولات في مسيرة البشرية.

مع ذلك، فإن المجتمعات الرافضة لا تلبث أن تراجع نفسها، وتعود لتفكر فيما طالب به دعاة التغيير، ومع مضي الوقت تتغير، لكن ذلك لا يحدث بيسر ولا بسرعة، التغيير رغم القوة التي يضمرها منطقه القوي، ومع ذلك فإنه يحدث كأبطأ ما يكون. لقد وجدنا ذلك مع الأنبياء، كما المصلحين والمفكرين والفلاسفة، وكثيرون منهم غادروا الحياة دون أن يروا ثمار دعواتهم. إلا أن التاريخ أثبت دائماً أن لتلك الدعوات العظيمة أجنحة من أفكار لا تتلاشى، لكنها تحلّق عبر الزمن لتتحقق في أزمنة قادمة.

لقد حزنت كثيراً لرحيل المفكرة والحقوقية المصرية نوال السعداوي، رحمها الله، وسواء اتفقنا معها أو اختلفنا، فقد آمنت بما طالبت به، ودافعت عنه بشجاعة نادرة تحسب لها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المختلفون لا يرحلون المختلفون لا يرحلون



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates