بقلم - عائشة سلطان
«كلوب هاوس»، هو التطبيق الأخير الذي أضيف لتطبيقات التواصل الاجتماعي المنتشرة على نطاق العالم، وقد واجه منذ بدء العمل به، نفس الأسئلة التشكيكية والاتهامات والتحذيرات التي واجهتها التطبيقات السابقة، والتي واجهت ثورة الإنترنت بشكل عام في أول ظهوره، هو باختصار، برنامج محادثات صوتية، ظهر في شهر أبريل 2020، وشهد إقبالاً منقطع النظير من قبل الجميع، جعلت قيمته تصل إلى مليار دولار نهاية يناير 2021.
تقوم فكرة البرنامج على غرف دردشة صوتية، يدعو لها شخص أو أكثر في وقت محدد، وينضم المتابعون لهذه الغرفة ببساطة، وبسهولة أيضاً، يستطيعون مغادرة الغرفة إذا لم يعجبهم الموضوع المثار عبر خاصية واضحة.
البرنامج يذكّر بفكرة «الفضاء العام»، التي قال بها الفيلسوف الألماني هابرماس، والتي تشير إلى (فضاء يتجمع فيه الأفراد والمشاركون للنقاش والتحاور العقلاني حول المسائل والقضايا التي تهمهم، وهذا ما يُعرف بتشكيل الرأي العام). وقد شاركت في عدة غرف خلال الأيام الماضية، واستمعت لجلسات أخرى، فوجدت تعطشاً للحوار، وتبادل الرأي والأفكار، والتعبير عما يحمله الشباب من وجهات نظر، ومرئيات حول كل ما يعنيهم أو يؤثر فيهم.
التطبيق، كما شبهه أحدهم، يقارب فكرة المقاهي الثقافية، فهو كالمقهى البلدي، تدخله عندما تشعر بأن لديك وقت فراغ، فتنظر في الغرف، وما تطرحه من مواضيع، وهنا، فإن الغرف هي المعادل الافتراضي للطاولات، لذلك، فأنت تختار الطاولة التي يهمك النقاش الدائر عليها، فتجلس وتسمع وتشارك، إن رغبت، ثم تخرج بهدوء وبساطة، إذا شعرت بفقدان الاهتمام، لا تعني النقاشات كلاماً في السياسة حصراً أو الثقافة الصارمة، فهناك من يناقش أموراً حياتية في منتهى البساطة.
لن تتفاجأ إذا علمنا أن دولة ما قامت بحظر البرنامج، فهذا ما أقدمت عليه الصين، أخيراً، في (8 فبراير 2021)، لأن الصينيين أقبلوا عليه بجنون، وناقشوا موضوعات شديدة الحساسية، كالاحتجاجات في هونغ كونغ وغيرها.