الفقد الذي نعانيه يومياً

الفقد الذي نعانيه يومياً

الفقد الذي نعانيه يومياً

 صوت الإمارات -

الفقد الذي نعانيه يومياً

عائشة سلطان
بقلم - عائشة سلطان

خلال عام كامل، بساعاته القلقة وأيامه التي بلا ملامح وشهوره المعجونة بالترقب، لم نقرأ يومياً ولم نسمع أخباراً أكثر من أخبار (الإصابات والوفيات) جراء انتشار المرض اللعين، أما صور التوابيت والمقابر والجنازات فهي هناك مسمرة في الذاكرة كلوحة تعريفية لطريق أو حي قديم، تشير إلى الآلاف الذين رحلوا سريعاً حين عاجلهم المرض من حيث لا يتوقعون.

الخسارات التي نُمنىٰ بها في الحياة كثيرة جداً، وكأننا خلقنا لنفقد أو لنكون شخصاً مفقوداً بالنسبة لآخرين، مع ذلك فإن الفقد موضوع صعب حين نتحدث فيه أو نكتب عنه هكذا ببساطة عموداً في صحيفة يومية يطالعها كل الناس وكأنه أمر مشوق! لكن مهلاً، ألا يتعرض كل هؤلاء الناس الذين يطالعون هذه الصحيفة ما أن يفتحوا أعينهم كل صباح للفقد دائماً، وعلى مدار خط الحياة؟

ونحن مثلهم، ألا نفقد أحبتنا دائماً، ألا تطحن الأيام أعمارنا قاضمة أسماءهم ووجودهم في حياتنا؟ أين ذهب أصدقاء طفولتنا، آباؤنا، جيراننا، جداتنا الحانيات، وظائفنا التي حفرنا تألقنا على عتبات مكاتبها؟ فليس بالموت وحده نفقد ما نحب!

لقد تحولنا إلى كائنات تتدرب على مواجهة الفقد بذخيرة الحكمة، كما نتدرب على فهم الواقع، لنتعلم معنى الحياة، وعظمة النِعم التي تُمنح لنا، نحن نفقد بمضي الوقت، ونكبر بتوالي الخسارات وعبور البشر، ثم نصبح أكثر صمتاً بمرور العمر.

في موضوع الفقد أصدرت إليزابيث كوبلر الطبيبة النفسية التي اكتسبت شهرتها من تخصصها في دراسات الموت والخسارة، كتاباً بعنوان (في الموت والأسى) عام 1969، وضعت فيه القواعد الخمس للحزن بعد وفاة شخص عزيز، حيث تقول «سوف تفجع دائماً وأبداً، لن تتجاوز موت حبيب، لكنك سوف تتعلم أن تتعايش مع الخسارة، سوف تشفى وتبني نفسك من جديد حول محور الرحيل الذي عانيته، سوف تكتمل مجدداً، ولكنك لن تعود كالسابق، ولا يجب أن تتمنى ذلك».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفقد الذي نعانيه يومياً الفقد الذي نعانيه يومياً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:12 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"برشلونة يحسم صدارته للمجموعة الثانية في "دوري الأبطال

GMT 06:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

توم هانكس يؤكد أن عرض فيلم "غرايهاوند" 10 تموز

GMT 08:32 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مانشستر يونايتد يفقد شاو في مباراتين

GMT 13:17 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أروى جودة تُؤكِّد على عدم الاشتراك في مسلسل "قيد عائلي"

GMT 07:56 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سيف بن زايد يستقبل شيخ الأزهر الشريف

GMT 00:51 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"برشلونة" يرغب في ضم البرازيلي إيميرسون أباريسيدو

GMT 01:16 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

فهمي الخولي يُقرر تحويل رواية "الأرض" إلى عرض مسرحي

GMT 13:40 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة بالحجاب على طريقة الفاشونيستا صوفيا غودسون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates