بقلم - عائشة سلطان
قبل البدء وقبل أي حديث، نقف بحزن صادق متقدمين بعزائنا الخالص لأهلنا وإخواننا في الكويت، في وفاة الراحل الكبير الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي رحل عن دنيانا مساء البارحة، داعين له بالرحمة والمغفرة، وللكويتيين بالصبر، وللكويت بأن يحفظها الله ويديم عليها الأمن والاستقرار.
كانت الكويت وستبقى منارة شامخة، واسماً عظيماً يستقر في ذاكرة الإماراتيين، ممثلاً في حمولة من الخير والعطاء والتنوير والمعرفة، وبكل ما له علاقة بالمدارس والدراسة والكتب والمعرفة والعطاء، فالمدرسة الأولى التي ولجنا بواباتها صغاراً بالكاد نحفظ أسماءنا كانت تحت إشراف الكويت، وكانت الكتب تحمل شعار دولة الكويت، كما كانت الدفاتر تتوسط أغلفتها صورة أمير الكويت في تلك الأيام الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمة الله عليه.
لقد ظلت الكويت تعطي بلا حدود، وتشرف وتباشر التعليم حتى قام اتحاد الإمارات وتسلم المهمة وأداها كما يجب.. هكذا ارتبطت الكويت في ذاكرة ذلك الجيل: عطاء ما بعده عطاء، ووعي وحرص يعرفهما كل إماراتي وإماراتية، ممن درسوا في مدارس وتطببوا في مشافٍ كانت ترعاها وتشرف عليها حكومة الكويت سنوات الستينيات، هذا العطاء الذي سيبقى محفوراً في قلوبنا إلى الأبد.
لقد زرت الكويت المرة الأولى وأنا طالبة في جامعة الإمارات، للتعرف إلى تجربتها الإدارية الرائدة في تلك السنوات، ثم زرتها قبل ثلاثة أعوام، وقد نما عشب كثير في المسافة بين الزيارتين، وبدعوة كريمة من وزارة الثقافة للإطلالة على حدث رائد، تمثل في افتتاح واحد من أكبر المراكز الثقافية في المنطقة، وهو «مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي»، المطل على ضفاف الخليج، والمتوغل في أعماق الثقافة والمسرح والفنون العالمية، الكويت البلد الذي ارتبط بالثقافة والمثقفين والمسرح والمسرحيين، وبمجلة العربي، وتلفزيون البدايات.