بقلم : عائشة سلطان
مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني والترجمة العلمية، يصب مباشرة في بناء الغد مستلهماً من تاريخ العرب والمسلمين الدروس الحقيقية التي أقامت واحدة من أعظم الحضارات المؤثرة في تاريخ البشرية، وهو المشروع الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إيمانا منه بالقدرات الاستثنائية للطلاب العرب، وبأهمية التعليم الإلكتروني الذي سيكون الطريق الأسرع لردم الفجوة التعليمية في وطننا العربي.
الهدف من تحدي الترجمة هو تعريب وإعادة إنتاج أحد أكبر مواقع التعليم العالمية (أكاديمية خان) وذلك لإعادة تقديم 5000 فيديو في العلوم والرياضيات باللغة العربية، وعليه فإن التحدي الذي أطلقه رجل التحديات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يستهدف على وجه الدقة ترجمة 11207000 كلمة للغة العربية، ستوفر مادة علمية قوية في الرياضيات والعلوم للطلاب العرب كافة.
لقد قدمت الحضارة الإسلامية خلال قرون طويلة نتاجات عظيمة أثرت في مسيرة الإنسانية ونقلت العالم من تاريخ كان يعرف بعصور الظلام والهمجية إلى مناطق مضيئة عرفت بالعصور الذهبية، يوم تحررت العقول من تحجرها وعصبيتها وجهلها، وآمنت بأن أفضل الناس أنفعهم للناس، وأن الحضارة سلسلة متواصلة، لا شيء يحدث فيها (ازدهاراً وانحطاطاً) بطريق الصدفة، كما يعتقد كثير من مستشرقي الغرب، الذين يرون بأن عصر النهضة الذي بدأ بالمدن الإيطالية جاء كحدث مقطوع عما قبله، وهذا خطأ فادح تسبب فيه موقف بعض الغربيين من الإسلام واعتباره عدواً للغرب!
وتأكيداً لدور الترجمة في بناء الحضارة الإسلامية منذ قرون فقد تم توزيع كتاب (ألف اختراع واختراع) الذي يتتبع بإتقان علمي رائع رحلة عمرها ألف عام من الاختراعات خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، والذي قدم له في نسخته العربية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وفي نسخته الإنجليزية الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا. الكتاب أكثر من رائع وهو جهد يستحق الإجلال والتقدير والاحتفاء.
إن ما يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد خلال هذه المرحلة الدقيقة والصعبة من تاريخ الأمة سيكون دائماً محل تقدير في الحاضر. وحين ستظهر نتائجه في المستقبل، حينها سنعي جميعا أن لا منقذ للأمة إلا بالعلم أولاً وبالعلم ثانياً وثالثاً وعاشراً. لذلك فالمشروع خطوة أولى في طريق طويل لتحسين واقع التعليم العربي الذي يعرف الجميع تمام المعرفة أنه لا يلبي طموحات أحد، ولا يؤهل عالمنا العربي لتحقيق التقدم والتطور الذي نحلم به جميعاً!