بقلم : عائشة سلطان
سجلت الإمارات طوال مسيرتها كمجتمع إنساني أصيل، وككيان سياسي حديث، إنجازات تعتبر بكل المقاييس كبيرة، مقارنة بحداثتها السياسية وعمر التنمية فيها، إلا أن الإمارات كدولة وكقيادة طموحة، لم تركن لأي سبب يؤخر انطلاقتها، وظلت فلسفة «نحن لا نقف إذا توقف الناس، ننطلق، ومن يريد أن يصل سيصل حتماً»، التي أسس لها وأطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائد التغيير والمبادرات، هي القناعة والاستراتيجية التي تقود خطا الإمارات في كل اللحظات الصعبة والحساسة والحاسمة.
منذ يومين، أعلنت الإمارات عن تشكيلتها الحكومية الجديدة، والتي تمثل توجهاً حكومياً متقدماً وملهماً وجديراً بالفخر، ما يثبت بشكل واقعي وقاطع، أن الإمارات ليست نفطاً ومشاريع عقارية، كما يدعي البعض، ولكنها دولة قوية راسخة، تشق طريقها وفق استراتيجيات واضحة ومدروسة، وتشتغل بعزم ووعي من أجل حاضرها ومستقبل أجيالها، وبأيدي شبابها الذين أعدتهم خير إعداد، وها هي تسابق المستقبل بهم.
الإمارات تجربة عربية ناجحة بكل المقاييس، وهي تعمل بكافة معطيات الحداثة والتقنية، لذلك، فهي تجربة محل تقدير وتقييم العرب والعالم، لأنها في خضم مراكمة تجربتها التنموية، والمتوائمة مع روح المستقبل، لم تفرط في شبابها وفي خصوصيتها وهويتها، وهي معادلة نجحت فيها الإمارات بشكل لافت.
«حكومة الإمارات الجديدة، إصرار ممنهج ومدروس على الذهاب للمستقبل بأيدي شباب وشابات الإمارات»، دون مزايدة أو مبالغة، فنحن الدولة العربية الأولى التي قطعت التذكرة الأولى للذهاب للمستقبل، مستعدين بشبابنا وشاباتنا لمعالجة الملفات والتحديات التي تعترض طريق مشاريع التنمية في جميع الدول.
تمتلك الإمارات اليوم، وزارات عمل حقيقية يديرها وزراء شباب إماراتيون، وضعت الدولة بين أيديهم أكثر الملفات حساسية وأهمية: اقتصادات المعرفة، الذكاء الاصطناعي، الأمن الغذائي المستقبلي للدولة، سؤال الثقافة والهوية، صناعة الكفاءات العلمية وتحدي أبحاث الفضاء، التعليم العالي، وتوفير المهارات المتقدمة للكوادر الشابة، التعايش السلمي والتسامح، تطوير الصناعة وتنويع مصادر الطاقة، تنمية المعرفة...
مبارك لكل الإماراتيين هذه الحكومة الملهمة، ومبارك ثقة القيادة بشبابنا، ومبارك استعدادنا للمستقبل وإيماننا به، وبقدرتنا على قيادة قاطرة الأمة باتجاه الغد.