بقلم : عائشة سلطان
خلال العقدين الماضيين، تحولت الإمارات إلى بيئة استقطاب معروفة ومشهود لها في مجال تنظيم وانعقاد أكبر وأهم الفعاليات في المجالات كافة، وعلى المستويات كافة، ولعل انتظام انعقاد هذه المؤتمرات في موعدها السنوي، يؤشر بشكل واضح إلى صلابة البنى التحتية التي يحتاج إليها مثل هذه المؤتمرات والقمم، إضافة إلى الخبرة المتراكمة التي اكتسبها الإماراتيون في هذا المجال، وهو أمر لا يحتاج إلى مجاملة بقدر ما يحتاج إلى نظرة موضوعية ومتأملة لمستوى تنظيم هذه المناسبات وشكله.
إن سمعة الإمارات كدولة وقيادة سياسية، إضافة إلى وضعها الأمني المستقر، واقتصادها الذي حافظ دائماً على استقراره ونموه بعيداً عن الخضات التي تعصف باقتصادات المنطقة، كل ذلك وفر ضمانة نجاح مؤكدة لكل ما نشهده من فعاليات، ويبقى الشباب الإماراتيون أحد أهم الأسباب الرئيسة لهذا النجاح والاستمرارية!
فحين تكون مدعواً إلى أحد هذه المؤتمرات أو المنتديات الإقليمية أو العالمية التي تنظم فعالياتها على أرض الإمارات، تأمل قليلاً أولئك الشباب الذين يستقبلونك منذ اللحظة التي تصل فيها إلى مكان الحدث وحتى الدقيقة الأخيرة التي تغادر فيها المكان، تأمل سلوكهم، أدبهم الجم، تواضعهم، سرعة استقبالهم، وقدرتهم على توفير ما تحتاج بيسر وسلاسة ومن دون انتظار كلمة شكر!
انظر حولك، فهناك من يتابعك منذ لحظة الدعوة، من يتواصل معك باستمرار، من يستقبلك، من يدلك إلى مداخل الحدث مباشرة، من يسهل لك إجراءات الدخول السريع والآمن، من ينظم منصات المتحدثين، من يرافق كبار الزوار، من يقود السيارات، من يتولى إجراءات الاستقبال والتوديع في المطارات، ومن يتكفل بمتابعة تفاصيل الإجراءات اللوجستية للحدث وما أكثر تفاصيلها وتعقيداتها، فهل منكم من يشعر بكل تلك التعقيدات أو الصعوبات؟ كل هذه المؤتمرات الضخمة يحضر لها قبل موعدها بأشهر، ويقوم على تنفيذها بصبر وتفانٍ شباب حريصون وصادقون يواصلون الليل بالنهار.
نحن لا نشعر إلا برحابة الاستقبال وسلاسة كل شيء من ألف الوصول إلى ياء المغادرة، بينما الابتسامة لا تغادر وجوه أولئك الشباب والشابات، برغم الكم الهائل من الضغوط والإجهاد الذي يعانونه منذ ساعات الصباح الباكر! لذلك فكلمة «شكراً» لا تفيهم حقهم! نقلا عن البيان