بقلم : عائشة سلطان
كل ما ذكره عبد الرحمن بن صبيح السويدي، العضو السابق في التنظيم السري التابع للإخوان المسلمين في الإمارات خلال المقابلة التي بثتها محطات التلفزة الإماراتية ظهر أمس الجمعة يؤكد حقيقة ونتيجة واحدة في الوقت نفسه: أن قطر لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تكون جزءاً من النسيج الخليجي بعد اليوم، وأنها قد اختارت أسوأ الخيارين اللذين قدمهما لها سمو الشيخ عبدالله بن زايد حين قال إن على قطر أن تختار إما أن تكون معنا، وعليه فأهلاً وسهلاً بها، أو تكون في صف الإرهاب وإذن فـ (مع السلامة) !
لقد اختارت قطر طريقها، وبئس ما اختارت، ولسنا نحن من قاطعها ولسنا نحن من حاصرها ومن وقف ضدها، ليست الإمارات والسعودية والبحرين من يعاديها أو يؤلب المجتمع الدولي ضدها، الحقيقة هي أنه ومنذ سنوات طويلة وقطر تحرث الأرض جيداً وتزرعها بما لا يحصى من المؤامرات والمخططات الإرهابية والإرهابيين، لم تدع الدوحة طريقاً ولا مجالاً ولا مدخلاً للتخريب والتآمر والتأليب ضدنا إلا وسلكته، لقد تباعدت المسافات بيننا وبين الدوحة فالفاصل بيننا لم يعد جغرافيا يمكن عبورها بأقل الخسائر، ولكنْ مساحات وتاريخ من الألغام المزروعة التي سيكلف عبورها الكثير من الخسائر، فإن شاءت أن تعبرها فعليها وحدها أن تتحمل كل الخسائر المترتبة!
كان السويدي عضواً في التنظيم وكان ناشطاً وعالماً بالخفايا، لذلك فحين تحدث أنصت له الجميع، كان الرجل يتحدث بهدوء تام، وبأريحية كاملة، لغته سليمة، أفكاره منظمة، وجهه هادئ ولم يبدُ عليه أي توتر أو تردد أو ما يمكن أن يستشف منه تعرضه لضغوطات معينة أو تعذيب من أي نوع، لقد قال عبد الرحمن السويدي: «إن قطر قد عملت على استقبال أعضاء التنظيم الهاربين من الإمارات، واستصدار وثائق مزورة لهم لتسفيرهم إلى تركيا في نهاية المطاف من أجل الاستمرار في نشر التحريض ضد الإمارات عبر المنصات الإعلامية التابعة للدوحة والإخوان، وإن بعض الهاربين سافروا إلى قطر ببطاقات هوية فقط دون جوازات سفر، وهناك حصلوا على وثائق سفر لا نعلم من أين جاؤوا بها».
ولأنه كان مسؤولاً عن الأعمال الخيرية فإن ما أدلى به من معلومات بدت صادمة لكافة أفراد الشعب، فلماذا تريد قطر أن تعيث دماراً في الإمارات بمخالب الشيطان المسماة الإخوان المسلمين؟! لماذا كل هذا الشر والإرهاب والرغبة غير المحدودة في الإيذاء؟! وبعد هذا كله كيف لنا أن نثق بنظام الدوحة؟! كيف لنا أن نتشارك معهم عملاً أو مستقبلاً؟! كيف لنا أن نضع أيدينا في أيدٍ ظلت تحمل الخنجر لتطعننا به في أية لحظة ولسنوات طوال.. نظامَ الدوحة وإرهابييه والمدافعين عنه: لا أهلاً ولا سهلاً بكم جميعاً !