بقلم : عائشة سلطان
في كلمته المهمة التي ألقاها أمام منتدى الإعلام الإماراتي، ذكر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مجموعة من الحقائق نتوقف عندها هنا، لنقرأ الكلمة وما جاء فيها في ظل المتغيرات التي تدور وتؤثر فينا كإعلاميين وفي الإعلام نفسه شكلاً ومحتوى، وقد كانت لفتة في غاية الذكاء أن أعاد سموه تذكير الحضور بما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العام الماضي، حين توجه للإعلام قائلاً (على الإعلام الإماراتي أن ينهض بدوره المطلوب وإلا فإننا سنذهب جميعنا لإعلام التواصل الاجتماعي).
هذا يعني أن سموه وبطريقة غير مباشرة يضع الإعلام المحلي أمام الخطر الأكبر الذي يتهدده ما لم يعمل كل ما في وسعه ليكون في مستوى خطوات ذلك الساحر الكبير (إعلام التواصل الحديث) الذي استحوذ على الحصة الأكبر من تداول الأخبار والصور والمعلومات وطبعاً الجماهير والمتابعين، وهو السؤال ذاته الذي توجهت به معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة وعلى منصة المنتدى نفسه، حينما تساءلت عن عدد من يشاهد التلفاز من بين الحضور لتفاجأ بأن عدد من رفعوا يدهم ليسوا سوى شخصين.
إن معظم الناس تتابع كل شيء من خلال جهاز الهاتف الذكي عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، هذا هو الخطر الأكبر الذي لا يجوز ولا يجب تجاهله، وهنا لا بد من الاعتراف بأهمية مسارعة الإعلام التقليدي لتعزيز التكامل بين المنصات التقليدية والرقمية ليواكب السياسات والتطورات ويعزز التوجهات الحقيقية للمجتمع والحكومة معاً.
على الإعلام ألا يغفل أبداً عن أننا نواجه تحديات سياسية واقتصادية وجيوسياسية فرضت فرضاً علينا وعلى المنطقة، وعلينا أن نواجهها بقوة وبوعي، وهذا ما نفعله وما يواجهه إعلامنا أيضاً، كما أننا من أكثر الدول التي تتفوق في مجالات الطاقة البديلة واقتصادات المعرفة، وتحقق نسباً مذهلة في الاهتمام بالشباب وفي انعدام الأمية وفي نشر الثقافة الإلكترونية، كما نمتلك بنى تحتية فائقة المستوى والحجم في مجالات الاتصالات والمواصلات والخدمات والاستثمارات العالمية.
إن الإعلام الذي يغفل ذلك كله، عليه أن يعيد تقييم خططه والعاملين فيه ويتبنى خططاً متقدمة لمائة عام قادمة، كما طالب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد في الكلمة نفسها، لأن الإمارات اليوم ليست هي الإمارات منذ خمس أو عشر سنوات، والإعلام المحلي الذي يحظى بدعم وتقدير وتشجيع القيادة السياسية، يتوجب عليه أن يواكب ذلك كله وبروح خلاقة وإيجابية وبثقة ومصداقية عالية جداً.