بقلم : عائشة سلطان
هناك تصميم واضح على إعادة تخطيط ورسم خرائط الشرق الأوسط سياسياً، هذا الأمر ليس سراً ولا جديداً، فهذا الشرق الأوسط بالكثير من وحداته السياسية، وجد بعد الحرب العالمية الثانية، حينما جلس الحلفاء المنتصرون في الحرب وبدؤوا في وضع النقاط والخطوط على الخارطة التي عرفت لاحقاً بخريطة اتفاقية (سايكس بيكو)، اليوم يعاد رسم المنطقة لأسباب معظمها اقتصادية، مناطق الطاقة ومناطق النفوذ التي يسعى الكبار للسيطرة عليها باختلاق حروب وأزمات ومؤامرات، تقوم بعض دول المنطقة بتنفيذها للأسف الشديد، كما تفعل قطر، التي لم توفر منفذاً ولا مؤامرة ولا بلداً إلا واخترقته بالسلاح والمال وشراء الأصوات في الإعلام وغير الإعلام!
ولأن محركات الاقتصاد تتمركز في هذا الشرق الأوسط، ومنابع النفط والطاقة والأسواق، ولأننا محاطون بدول ذات أطماع تاريخية، ورغبة في التمدد والسيطرة، في ظل صراعات شرسة على كل شيء، ما يؤمن استمرار تدفق الطاقة ودوران عجلة الصناعة، وتأمين مستويات معيشية عالية المستوى لشعوب العالم الأول، لذلك، فإن هذا الصراع لن ينتهي، وهو لم يبدأ اليوم أساساً، إنه صراع قديم وممتد عبر الزمن، لكن الجديد في الأمر، هو توظيف الأيديولوجيا كأحد أسلحة التأجيج وإثارة العواطف وزيادة الكراهية، عن طريق تنظيمات اتخذت الدين واجهة لسحق المزيد من أسس الروابط التقليدية بين أبناء المنطقة، ضماناً لاشتعال النيران، لذلك، علينا أن نكون أكثر وعياً وأكثر حزماً وأكثر إصراراً على اجتثاث منابع الإجرام والإرهاب وبيد من حديد، إن أردنا أن نعيش بأمان!
إن الكراهية التي انزرعت في المنطقة أججتها نظم غربية وعربية، على رأسها قطر، لتبقى المنطقة بؤرة صراع وإرهاب، ومكاناً نتقاسمه مع منظمات مجرمة، ومأجورين يتحركون في أراضٍ وأمكنة بعيدة وقريبة، يقتلون ويفجرون ويتآمرون، بينما قطر ترعى وتدفع، والقوى العظمى تجني المزيد من الأرباح، إنه الغباء السياسي وجنون العظمة وغرور الثروة، التي تحولت إلى أداة تحطيم، للأسف، لكن الخراب لن يستمر، وسينكسر الغرور قريباً!
ماذا استفادت قطر من إجرامها ومن تمويل الإرهاب العابر للقارات؟، أصبح المتطرفون في كل مكان، من لم يكن له ناب، صار يتمنى أن يكون له ليقتل الآخر الجميع، كل شيء تضخم كما في أفلام الوحوش الهوليوودية، الطائفية، الوطنية الشوفينية، الدينية، العرقية و... إلخ، والمتآمرون لم يعودوا يبحثون عن أسباب للكره، فالكره على الطرقات، للأسف! لا بد أن يقف العالم في وجه هذا الإرهاب، إن كان هذا العالم صادقاً وجاداً في حربه على الإرهاب، وبحثه عن السلام والتقدم للإنسانية جمعاء!