بقلم : عائشة سلطان
تتسارع وتيرة الأحداث في المنطقة بشكل غير مسبوق، عواصم الأحداث الكبرى: الرياض، بيروت، القاهرة، بغداد، دمشق، تشهد تحركات باتجاهات متباينة، ليست كلها متسقة أو متناغمة، لكن المتابعين يتنبؤون كأن عناصر اللعبة أو ساحات الأحداث ستجري زحزحتها هنا أو هناك، كأن يتم نقل قطاعات من عصابات وتنظيمات وأمراء الحرب بين مناطق الصراع، أو كأن يتم إشعال جبهات أو حدود بعينها، أو تسريب فصائل إرهابية وأسلحة ثقيلة عبر حدود ظلت آمنة حتى الآن، أو أن يتم خلط الأوراق السياسية تماماً في بعض الدول بحيث تشتعل هذه الدول من جديد !
الواضح تماماً أن لبنان الذي لم يهدأ يوماً، والذي لم يتوقف منذ اغتيال الحريري عن إطفاء الحرائق السياسية والعسكرية في كل مناطقه، إن مع إسرائيل أو ضد سلاح المخيمات والجماعات المتطرفة في الشمال وتهديدات حزب الله. هذا اللبنان المنتقصة سيادته على الدوام بدليل التأكيدات الأخيرة للرئيس الإيراني (روحاني) حين قال (إن كل ما يحدث في لبنان يمر عبر طهران) وبدليل بيان الاستقالة الأشهر لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري، يبدو أن كل المؤشرات تقود لبنان إلى أن يصبح ساحة معارك مقبلة بعد أن انتهى دور سوريا تماماً!
أما في المملكة فلن تعود الرياض إلى ما كانت عليه قبل عهد الملك سلمان، هناك إصرار وحزم واضحان في نقل المعركة إلى أرض الفساد والمفسدين، وأياً من كان هذا الفاسد فستتم محاسبته إذا ثبتت عليه التهمة كما أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لقد باشرت لجنة مكافحة الفساد مهمتها بإيقاف عدد كبير من كبار رجال الدولة ممن فتحت ملفات فساد ضخمة ضدهم، والمحاسبات تسير بحزم وتسارع، في ظل عمل عسكري مكثف على أرض اليمن.
في مصر، فتح الإرهاب جبهة الحدود الغربية بين ليبيا ومصر، بتهريب الأسلحة والإرهابيين إلى داخل الأراضي المصرية، ما يعرض الجنود المصريين لخسائر فادحة ومستمرة، كان آخرها عملية الواحات التي راح ضحيتها عشرات الشهداء، والتي ردت عليها القوات المصرية بعملية نوعية حررت من خلالها أحد أسراها العسكريين، هناك إعادة توازنات وإعادة توزيع للإرهابيين ولنقاط ثقل المعارك والصدامات، والأمر لن يقتصر على لبنان ومصر بطبيعة الحال.