بقلم - عائشة سلطان
الذين قرأوا رواية «قواعد العشق الأربعون» يتذكرون «إيلا» بطلة الرواية، الزوجة المتفانية جداً، وقد يتذكرون هذه العبارة التي جاءت في إحدى الصفحات «..وفي عيد فالانتاين أهداها زوجها قلادة ماسية مرفقة ببطاقة كُتب فيها: إلى عزيزتي إيلا، المرأة الهادئة الطباع، ذات القلب الطيب، التي تتحلى بصبر قديسة، أشكرك لأنك تقبلينني كما أنا. أشكرك لأنك زوجتي».
لم تعترف إيلا لزوجها بما أحست به عندما قرأت بطاقته، لكنها اعترفت لاحقاً بأنها أحست كمن تقرأ نعياً، فقالت لنفسها: هذا ما سيكتبونه عني عندما أموت، وإن كانوا مخلصين، يمكنهم إضافة هذه العبارة أيضاً: «مع أن إيلا كانت قد ركزت جلّ حياتها على زوجها وأطفالها!»
«إيلا» ليست من النوع الذي يحب المجازفة، إذ إن تغيير نوع القهوة التي تحتسيها كلّ يوم يعتبر جهداً كبيراً بالنسبة لها، ولهذا لم يستطع أحد، بمن فيهم هي نفسها، تفسير حقيقة ما يجري عندما تقدمت بطلب للطلاق بعد مضي عشرين سنة على زواجها.
يحدث أن يكون في حياتك أشخاصٌ على شاكلة «إيلا» يزعجهم التغيير، يوتر أعصابهم ويقلق سيرورة حياتهم التي رتبوها بشكل غير قابل للتغيير.
هؤلاء الأشخاص يعتادون في حياتهم على وقع معين ثابت ومستقر كانضباط ساعة سويسرية، بحيث يكون من الصعوبة بل من المستحيل تغيرهم، لكنّ أمراً قدرياً أو غير متوقع هو ما يمكن أن يقلبهم رأساً على عقب، فـ«ايلا» قرأت رسالة حب واضحة، فاختلَّ شيء ما في تلافيف دماغها لذلك فهمتها أنها أقرب لعبارة نعي أو تأبين أكثر منها رسالة امتنان من زوجها.
هي قرأتها كذلك فتبدلت حياتها تماماً في لحظة كشف أو اكتشاف لمدى قدرتها على اجتراح معجزة التغيير، أو على أقل التقديرات الاقتراب من فعل الحياة، وفعل الحياة لا يتجلّى في الثبات بقدر ما يتبدى في التغيير!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن صحيفة البيان