بقلم : عائشة سلطان
الدعوة التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للمواطن علي المزروعي لحضور جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وبصفته السياسية والقيادية، نائباً لرئيس الدولة ورئيساً لمجلس الوزراء، حملت الكثير من الرسائل التي تستحق القراءة والبحث والتأمل على مستوى الفرد العادي المعني بالحالة، وعلى مستوى القيادات والمسؤولين جميعهم في دولتنا، والذين يشكل لهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، القائد الملهم دائماً والقدوة في القيادة، كما في مجمل السلوك الإداري والإنساني!
لقد اتسمت الدعوة الكريمة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد لهذا المواطن البسيط بالكثير من التقدير والعمق والتفهم والرغبة الحقيقية في تفعيل مبدأ المشاركة، بعد أن طلب من وزيرة تنمية المجتمع تقريراً مفصلاً حول أوضاع المواطنين من ذوي الدخل المحدود، فأراد سموه أن يكون هذا المواطن شاهداً على أن القيادة والمواطن يمتلكان الرؤية نفسها والهدف نفسه، وأن البيت/ الوطن الذي يضمهما متوحد وقوي بهما معاً.
إن أولى الخلاصات التي يمكن أن نخرج بها هي أننا نعيش في دولة تؤمن قيادتها بأن دورها هو خدمة المواطن وليس التسلط عليه، وحفظ كرامته، والتفاني لصون حقوقه وتوفير احتياجاته بكل أمانة وشفافية، وإن من يسهم مع قيادته في هذا الاتجاه، ويبذل جهده بإصرار وإخلاص وانتماء، فإن هذه القيادة الرشيدة الحكيمة لن تتوانى في تقديره وتقديم الشكر له وأمام الجميع.
إن ما تعرض له هذا المواطن من قبل مذيع يفترض فيه النزاهة والأمانة في أداء دوره الخدمي والاجتماعي، لم يمنعه من الإصرار على موقفه، محتسباً ذلك الأذى كضريبة خدمة لكلمة الحق التي تصدى لها وتحدث لأجلها، وعليه فإن ثانية الخلاصات هي أننا حين نتصدى لخدمة هدف نبيل أو قضية إنسانية ما فإن علينا أن نؤمن بقوتها وعدالتها، هذا الإيمان الحقيقي والراسخ سيوصلنا في النهاية لتحقيق الهدف، لأن طاقة الكون الإيجابية ستتضافر معنا لتمنحنا القوة لنواصل حتى النهاية.
أما الرسالة الأساسية التي أرادت القيادة إيصالها من خلال الاحتفاء والتقدير لهذا المواطن البسيط والمخلص فهي للإعلام أولاً، بحيث يتحمل دوره بأمانة ويؤديه باحتراف وأخلاق، وللمسؤول أياً كان مركزه أنك في مكانك لتقدم خدمة للوطن والمواطن، لا لتمارس أي تسلط على أحد! نقلا عن البيان
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع