ناصر الظاهري
العالم اليوم أكثر وعياً بما يضر البيئة، ويحمي كوكبنا من الانفجار العظيم، فقد تعاضدت كل مدن العالم من أجل ساعة الأرض، وأطفأت الأنوار فيها، هكذا هي بعض الأفكار النبيلة قد تكون فردية أو جماعية لا فرق، المهم أنها تكبر وتعظم مثل كل الأشياء الجليلة في الحياة، فقد بدأت حملة ساعة الأرض من مدينة سيدني بأستراليا عام 2007 ، حيث استخدمت المطاعم فيها الشموع للإضاءة وأطفئت الأنوار في المنازل والمباني العامة كدار الأوبرا وجسر هاربر، كانت يومها المشاركة محلية بـ 2.2 مليون شخص، لكن عام 2008 انضمت 400 مدينة أخرى لساعة الأرض، وفي عام 2009» شارك ما يزيد على 1000 مدينة حول العالم، وبعد 3 سنوات من تطور الفكرة، شارك أكثر من مليار شخص من المجتمعات والشركات والحكومات في جميع مدن العالم المؤمنة بالفكرة والمشاركة في الحملة من أجل الحاضنة الأرض.
إن نشر الوعي بين صفوف الناس بات اليوم أمراً مهماً، وخاصة فيما يتعلق بالأضرار البيئية، وما يهدد كوكبنا الأرضي من خروقات، وأخطار محدقة بفعل الإنسان نفسه، وأدوات حضارته القاتلة والمتوحشة تجاه الطبيعة، وتجاه المصادر المائية، والإسراف في استعمال الطاقة، ومن لا يرتدع من تلقاء نفسه، وبما يمليه عليه ضميره الإنساني، وثقافته المجتمعية، ومسؤوليته الوطنية من الأفراد، فإن المجتمعات والمؤسسات العقابية والقانونية تفرض عليه غرامات مختلفة، لأن عمل الفرد غير المسؤول هذا يضر بأناس ومجتمعات.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة حين بات الخطر يدق أبواب الجميع دون استثناء وتيرة هذه النداءات حتى غدت المسألة دولية، وتهم العالم بأسره، لذا كثفت المؤتمرات واللقاءات الدولية نداءاتها على تشديد العقوبات بحق أعداء البيئة، وشجعت أصدقاءها، وجندتهم كحراس، ومتطوعين لحماية الغابات والأشجار، والعمل على تثقيف الجماهير للحد من أخطار تهدد البشرية، وتوازي خطر الأوبئة والأمراض الفتاكة، كظاهرة هدر موارد الطاقة الثمينة، وظاهرة الاحتباس الحراري.
لذا جاءت مبادرة «ساعة الأرض» التي ينظمها ويمولها «الصندوق العالمي لصون الطبيعة» إلى التصدي لظاهرة التغيرات المناخية، ونشر رسالة عالمية تدعو الناس وتطالب مؤسسات المجتمع في العالم على اتخاذ إجراءات وقائية للحد من التغير المناخي في كوكبنا الأرضي، وهذا ما آمنت به كثير من الدول، حيث بلغت المشاركة في العام المنصرم 162 دولة حول العالم، هكذا هي الأفكار النبيلة كيف تكبر من حلم صغير لتصبح حقيقة متجلية بحجم النور!