ناصر الظاهري
غادرتنا مؤخراً وفود إعلامية ضمت أكثر من 95 صحفيا من 54 دولة، كانت في زيارة للدولة بدعوة المجلس الوطني للإعلام، وبتوجيهات من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس المجلس، بمناسبة اليوم الوطني الـ43.
اقتربت من برنامجهم بحكم عملي، ولمست حجم دهشة وإعجاب وانبهار غالبيتهم، وهم يمثلون كبريات وسائل الإعلام في بلدانهم.
كان مبعث ذلك التسهيلات التي أتيحت لهم، لرصد وكتابة ما يشاهدون أمامهم من وقائع وشواهد.
وهو نهج إماراتي واضح ومتأصل منذ بواكير التأسيس على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته للإعلام الخارجي ورسالته نحو إعلام بدون حجب أو حجر أو مصادرة لرأي، وإنما تسهيل مهمته ونقل الواقع الملموس للرد على ما يُكتب عن الدولة. ويتواصل ذات النهج في التعامل مع الإعلام الأجنبي، والذي يكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة كذلك، فهي لا تقل أهمية عن تلك المرحلة المبكرة من تاريخ الدولة، حيث كانت حملات التشكيك تستهدف الدولة الوليدة.
واليوم وقد ترسخت مكانة الدولة، وباتت تمثل مركز ثقل سياسيا واقتصاديا وثقافيا في المنطقة وعلى المسرح الدولي، اتخذت الحملات ضدها أشكالاً وصوراً وأبعاداً مختلفة. وكان الرد عليها بالحقائق والإنجازات والمكتسبات التي كانت محل تقدير وإعجاب الزملاء الضيوف، وهم يلمسون الحقيقة أمام أنظارهم، بلقاءات مباشرة ومن دون قيود مع أكثر من عشرة وزراء في الحكومة الاتحادية الذين تحدثوا معهم عن وطن انشغل بالتنمية ليتحول إلى واحة أمن وأمان ورخاء وازدهار في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً، وبالتالي من حقه القلق على منجزاته وتحصينها من الأخطار المحدقة.
كما أتيح لهم لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على هامش ملتقى الإعلام الإماراتي. ولمسوا أن الإمارات دولة لا يوجد لديها ما تخفيه أو تخشاه، وكل المطلوب منهم نقل حقيقة ما يشاهدون، ولا أكثر.
وأخيراً كل الشكر والتقدير للجنود المجهولين في «الوطني للإعلام» الذين واصلوا الليل بالنهار لجعل زيارة هؤلاء الضيوف ذكرى جميلة حافلة بالعمل من إمارات الفرح والإنجاز.