شو اسم أمك

شو اسم أمك؟

شو اسم أمك؟

 صوت الإمارات -

شو اسم أمك

ناصر الظاهري

التفرقة العنصرية أو الجنسانية بين الرجل والمرأة، الذكر والأنثى تجدها في الصالح والطالح، فحتى السباب والشتائم حظ الأنثى كالأم والأخت، أكثر من الأب والأخ، في حين أكثر ما يكون الاعتزاز والفخر بالأب والأخ، مقارنة بالأم والأخت، وهي من عادات العرب القديمة، خلدها الشعر، والهجاء، وزخرت بها كتب التراث، وهو أمر يعكس حالنا، وحال ثقافة مجتمعاتنا، قديماً، وحديثاً، وظلت تتناقلها الأجيال عبر العصور كمركب في الإنزيمات.

فالرجل يعير بأمه، ولو كانت من الشريفات الحرائر، ولا يلتفت لأبيه، ولو كان أبوه رعديداً جباناً، وفي برنامج ظريف رأيته في شبكة التواصل الاجتماعي، ولا أدري، إن كان بث تلفزيونياً، وجماهيرياً، أخذ المذيع الذكي عينات ذكورية مختلفة، عمرياً، وثقافياً، واجتماعياً في المجتمع السعودي، وباغتهم بسؤال واضح، ما هو اسم أمك، ولكم أن تتصوروا كيف كانت ردة أفعالهم المختلفة والمتباينة، لكنها في غالبها كان الاستغراب والدهشة والحرج والاستفزاز مسيطراً عليهم، خاصة الجيل الجديد، حتى حدا بالبعض منهم إلى الغضب، ورفع وتيرة الصوت، والبعض الآخر، استنكر، وقال عيب بصراحة، ليس في التلفزيون، وأمام الناس جميعهم، والبعض الآخر تصرف بطريقة صبيانية، تماماً كما كنا نفعلها ونحن صغاراً، عندما يفاجئك أحدهم بالسؤال عن اسم أمك، فترد عليه بعفوية: لا.. قول لي أنت أولاً عن اسم أمك! فيما عبر الجيل الأكبر، وربما كانوا من بيئة مدنية كجدة مثلاً، افتخارهم بذكر اسم الأم، واسم أبيها، وقبيلتها، دونما أي حرج، كذلك فعل أبناء البادية، باعتبارهم مجتمعاً منفتحاً على بعضهم، والمرأة شريك فعلي في الحياة، وفي قسوة طبيعتها.

والسؤال الذي يبقى، لم نشعر بذلك الحرج، ولو في داخل النفس حينما يطلب منا ذكر أسماء أمهاتنا أو أخواتنا أو زوجاتنا؟ وكأننا سنكشف عنهن الحجاب أو سنعريهن أمام الناس أو سنهتك سترهن، لم لا يفتخر الرجل باسم أمه؟ فهي الحقيقة الوحيدة الباقية له، حينما يتخلى عنه كل الناس، حتى الأب حين يقرر أن لا يعترف به، ولا يرغب بتبعية الابن له، لا يبقى له إلا الأم واسمها؛ لذا تسمّى الكثير من الرجال بأسماء أمهاتهم، وفي كتب الأثر، يقال إن يوم الحشر سينادى على الإنسان باسمه، متبوعاً باسم أمه، لا أبيه، لأنها الحقيقة الوحيدة التي لا يشوبها شك، وفي الثقافة الإسبانية، وثقافة أميركا اللاتينية يتسمى الأشخاص بأسمائهم متبوعاً باسم الأب، والأم، وحدنا.. من يظل وجه الواحد منا مسودّاً، وهو كظيم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شو اسم أمك شو اسم أمك



GMT 03:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

مفكرة القرية: تلة متحركة

GMT 03:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

هل ستتفتح زهور الصين وتثمر في أفريقيا؟

GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:29 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

إصلاح مجلس الأمن وعوائق الدول الكبرى!

GMT 03:28 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

السعودية وثوابت القضية الفلسطينية

GMT 03:26 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

عن يمين وشمال

GMT 03:26 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

عقول شيطانية وضمائر ميتة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates