ناصر الظاهري
لعله من شغف الناس، وشغف الناس الفقراء أكثر، أن يعرفوا ما يقبضه كل رئيس دولة، معتقدين أكثرهم أن الرؤساء ليسوا بحاجة للمال، وأن المال لديهم «متلتل»، ولكن في حقيقة الأمر، هناك قوانين، تقرر ما يستلمه كل رئيس، وما يفرض عليه من ضرائب كـ«مواطن»، وتمنع عليه تسلم الهدايا، فالرئيس الأميركي يبلغ راتبه الشهري (122.666) درهم، في حين راتب الرئيس الروسي أقل من راتب رئيس وزرائه، إذ بلغ بعد خفضه 10 في المائة (41.700) درهم، أما الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند» فقد قلص راتبه بنسبة 30 في المائة، ليصبح (59.500) درهم، الغريبة أن المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» تتقاضى شهرياً فقط (72.000) درهم، أما رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» فراتبه بعد تخفيضه 5 في المائة يبلغ (65.872) درهم، وهو رقم كبير، قياساً براتب رئيس المستعمرة البريطانية السابقة العظمى الهند «ناراندا مودي»، الذي يحوش مشاهرة لا تتجاوز الـ(9292) درهماً، لكنه أكثر من راتب الزعيم الصيني «شي جينج بينج» الذي تم رفعه بنسبة 62 في المائة هذا العام، ومع ذلك لا يزيد على (6746) درهماً لا غير، وهو لا يقارن بما يحصل عليه رئيس وزراء سنغافورة «لي هسين لونج»، والذي يعد أكثر السياسيين في العالم أجراً بمبلغ شهري، وقدره (876.125) درهم، وحتى بعد أن أجبرته الاحتجاجات على تخفيض راتبه بنسبة 28 في المائة، ليصل حالياً (522.000) درهم، وهذا ما يُعادل مجموع رواتب زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا.
نتنياهو يتقاضى شهرياً (15.450) درهم، في حين راتب الرئيس التركي أردوغان (47.850)، أما راتب «نوري المالكي» فقفز (11 مليون درهم شهرياً)، نظراً لمآثره التاريخية في خنوع العراق، وتسليمه، بعد تقبيل الأيادي، ومن العرب رؤساء لبنان المحددة رواتبهم بـ(36.680) درهم، أما «ماهية» الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فتبلغ (20.600) درهم، أما أعلى الأجور، وفق دراسة البروفيسور «هيرامان ماثيوجس»، أستاذ الاقتصاد بجامعة بروكسل، فأنها تخص زعماء دول الخليج، وبعض المملكات، بأرقام تتراوح بين (7 و11) مليون درهم شهرياً، أما أفقر راتب لملك، فهو لملك إسبانيا حيث يحصل على (65.000) درهم، لكن يبقى رئيس الأوروجواي «خوسيه موخيكا» هو أفقر رئيس على وجه البسيطة، وأكثرهم سخاء، وكرماً وجوداً، إذ يتبرع بـ90 في المائة من راتبه للفقراء، والجمعيات الخيرية، ولا يبقي إلا على 10 في المائة لنفسه، ويعيش في مزرعته، ويقود «الخنفساء»، وجعل القصر الرئاسي مأوى للفقراء والمهجرين!