ناصر الظاهري
• وزارة الخارجية الأميركية تعترف بلقاء سري تم في واشنطن مع بعض قيادات تنظيم الإخوان المسلمين، والذي يعد مدرجاً على لائحة قوائم الإرهاب، وغير مرخص في بلدان كثيرة، ومنها مصر، وذلك بعد أن نشر بعض من منتسبي هذه الجماعة صور قادتهم، وهم يرفعون شعار «رابعة» في مبنى وزارة الخارجية الأميركية، يبدو أن الأميركيين يعرفون كيف يبتزون الأنظمة، والشعوب بتحريك قطع الشطرنج بأعصاب باردة، وفي أوقات الفراغ، وإلا كيف تتحدث أنظمة لها علاقاتها الوثيقة، ومصالحها المشتركة مع واشنطن عن الإرهاب، ومكافحة الإرهاب، وتضع الإخوان في رأس القائمة السوداء، فيما سيدة الكون تحتضن عشاقها في مخدع سري تحت القبو، تلك معادلة أميركية تحتاج فك مغاليقها، ودهاليزها الغامضة!
• إعلان الإخوان المسلمين بيانهم «الحربي» من خلال قناتهم الفضائية التي تبث في مكان ما من تركيا، هو الأخطر على صعيد العبث بالاستقرار، وتحفيز المهددات، والحرب الاستخباراتية غير المعلنة، والحرب بالإنابة أو عن طريق وسيط أو بديل، التي تجري خفيّة عن نظر الشعوب، وقد مهدت لها العملية الإرهابية في سيناء، وما عدته مصر من تسمية «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، جماعة إرهابية، فهل تشتعل سيناء، وتحرق غزة هاشم!
• ما بال ذوي العمائم الذين ما زالوا يحلمون بالوهم السياسي، ولا يقرؤون التاريخ، معتقدين أن بالدعوات تسود الأمم، ويفتون بالفساد، وقتل العباد، لأنهم مختلفون في الدين والمذهب، ويصرخون متشدقين، مزبدين، بقيام دولتهم من رماد التاريخ، وكأن الخرائط الجغرافية للبلدان، لا تحرسها جيوش، ولا فيها همم، وهامات رجال، وأنها تمد، وتطوى كعمائمهم التي لا تجوز الصلاة بها، لأنها تغطي رؤوساً ملأها الكذب والرياء والادعاء، والتسبيح الذي هو مجرد مكاء!
• وصول منهوبات التوراة القديمة من متاحف بغداد إلى أميركا، وصولاً لتل أبيب بحفظ من الأجهزة الأمنية والجمركية، وبرعاية سامية أو ساميّة من قبل الوكالة الصهيونية، هو تحدٍ، وتعدٍ لا أخلاقي، على مكتسبات الشعوب الحضارية، وممتلكاتها التاريخية، ولا أعرف لمَ يطوّلون الطريق؟ أم أن الطريق يطول؟ ما أسهل الآن أن تقايض «داعش» على مخزونات تاريخ العراق الإنساني، ومنتجها الحضاري، بكمية من رشاشات أو ذخائر للاستعمال الآدمي، أو تتفاوض بالرخص مع أرباب الفساد والاستعباد القادمين لينتقموا من التاريخ، وما صنع، وليمحوا كل منجز حضاري كان يوماً هناك في أرض الرافدين، لما عبور المحيطات البعيدة، ونهر جارك قريب؟