ناصر الظاهري
• من أين يأتي الاتزان في الشخصية؟ ذلك الثقل الذي لا تقلقه إلا الثوابت من الأمور، وحينما يتحرك رحى النُبل، هل هو نتاج تربية، أم تعب شخصي على النفس بتهذيبها وتثقيفها، ومحاولة جعلها نظيفة من الداخل على الدوام؟
• لم البعض يقدم نفسه للناس، وتسبقه كثيراً «الآنا» المتورمة؟ أحياناً تسأل عن الخفر، والحياء، والخجل، وكل مفردات البساطة، مذكرة كانت أم مؤنثة، هل عدم الثقة هي التي تجعل من بعض النفوس فارغة إلا من الهواء؟
• ليت الحسود، الباغض، يرى وجهه حينما يتحرك في نفسه الحسد، كيف يصبح أزرق مظلماً، ثم ينقلب لذلك اللون الميت في الباذنجانة الهرمة، هل الحسد هو سم في النفس، يقتل الحاسد قبل المحسود؟
• كثيرون يفضلون مرارة الفم على الضحكة، والابتسامة، والبشاشة، تلك التي تجعل من الرضاب عسلاً وسكراً، لم الأشياء البغيضة طعمها علقم، ومع ذلك يتجرعها الكثيرون، عجيبة هي أكباد بعض الناس؟
• هل صعب أن يولد الإنسان مرضيّاً، ويعيش في الحياة راضيّاً، وحين يلوح بيده لكل الأشياء، يغادر مطمئناً، كسحابة الروح المؤمنة، حينما تدخل في عبادي، وتدخل جنتي؟
• هناك من يصبح ناوياً على شرور النفس، فيرسلها لتغضب هذا، وتلعن ذاك، وتفتش عن عيب في ذاك الغائب، أو تنبش سراً عن ذلك الطاهر، يمر النهار، لا يذكر الله، ولا يمر على قلبه شيء من النور، ولا شيء من السكينة، ولا يفيق!
• كنت أملي على صغيرتي شيئاً من طعم الحياة، وفرحها، وحكمتها التي أخفيها عليها، لكيلا تثقل من حملها في غض عمرها، والتي من بساطتها كنت أعدها كطائرة من ورق ملونة، تشتهي الريح، وتزاغيه، فأرشدتني بصفاء سريرتها أن في الداخل شخصين، واحد يقول: نعم، وآخر يقول: لا، فأيقنت كم هو صعب الاختيار، وكم كانت تلك الأمانة ثقيلة كالجبال الرواسي، ومع ذلك حملّها الإنسان، وكان ظلوماً جهولاً !
• تصادف أناساً في دروب الحياة، لكن لا تدري لم تصاحب دوماً بيت المتنبي، إن نسيته تعثر بك، وإن حدت عن طريقه، لقيك في المنعطفات، ولا جعلك تمر، وكأنه دليك لهم، أو هو شيء معلق يدق كجرس حينما تسمع الكلمة الأولى منهم، وحينما لا يفصح اللسان، وحينما يجبرونك على الصمت، والتأمل: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم.