ناصر الظاهري
• لم تعد دورات الخليج كما كانت عليه في أيامها الماضية، كالثمانينيات والتسعينيات، حيث كانت الألفة والمودة والفرح باللقاءات الأخوية، كانت بمثابة مهرجانات حقيقية للخليج بأجمعه، تجمع الرياضية بالفن والغناء بالأعمال المسرحية والمدرسية، وبعض الألعاب المصاحبة، كانت هناك عشرة ومرحبانية، وروح رياضية خليجية.
• أيام دورات الخليج الأولى كانت هناك في البداية رياضة شبه بدائية، لكن جمهورها كان كبيراً، وفي غضون وقت قليل تطورت الرياضة من خلالها، فدفعت بمنتخبات خليجية ثلاثة للوصول لكأس العالم.
• قبل الاستوديوهات التحليلية، التخريبية، ومصارعة المذيعين والمعلقين غير الرياضيين، كانت دورات الخليج تبدأ بابتسامة، وتنتهي بابتسامات.
• دخول العراق الذي كان يلعب بطولة، وينسحب من الثانية، أضفى على دورة الخليج بعداً آخر، ومنافسة مختلفة، وحماسا «ثورجياً».
• أما دخول اليمن الذي جاء متأخراً، ولم يقدم شيئاً جديداً، وظل اليمن يصارع المراكز الأخيرة، ويتعثر في إقامة الدورة في بلده السعيد.
• أكثر المنتخبات تطوراً هما منتخبا عُمان والإمارات، فبعد السبعة صفر، والستة واحد، والأربعة اتنين، والمراكز الأخيرة المعدة مسبقاً لهما، انقلبت الحال «دراماتيكياً» أو تبدل الوضع «راديكالياً»، ففازت الإمارات ببطولتين، وعُمان ببطولة، والقادم ينتظر.
• لم تصل حال منتخب الكويت، أكثر المنتخبات استحواذاً على كأس بطولة الخليج، مثلما وصلت به الحال في هذه الدورة، حيث تذوق لأول مرة في حياته مرارة الهزيمة بخمسة أهداف، ومن منتخب عُمان الذي ظل يسجل فيه دوماً مثل تلك الأهداف وأكثر.
• شهدت دورات الخليج في تاريخها مشادات إعلامية، وسياسية، كانت تهدد إقامتها أكثر من مرة، بدءاً من تسمية البطول «كأس الخليج العربي»، وانتهاء بإثارة بعض النزعات القبيلية، وحكايات الحروب القديمة، وانتهاء بحقوق البث والاحتكار.
• مرت على دورات الخليج شخصيات رياضية في غاية الاحترام والاحتراف، من لاعبين وإداريين ورؤساء اتحادات، ومرت شخصيات هزيلة ظهرت فجأة، وانطفأت فجأة، لأنها كانت محسوبة بالغلط على الرياضة وروحها، كما أن هناك شخصيات لها من الظرافة وخفة الدم، وذكاء التعليق، مما تعد فاكهة البطولة على الدوام.
• دورات الخليج استطاعت أن تخرج من حيزها المحلي إلى الحيز العربي في السنوات الأخيرة بفضل تقنيات التواصل والاتصال، ولم تصل للمشاهدة عالمياً حتى في نهائياتها.
• خلال تاريخ بطولة الخليج، غيب الموت شخصيات مشهورة، وأقعد المرض نجوماً كباراً، فللغائبين الرحمة، وللمقعدين الشفاء والفرحة.