ناصر الظاهري
كانت أيام خير، والحياة لا تعدم فيها الطيبة، وكنا فرحانين بـ «البليب»، وانشّ غبشة بدون ما أحد يوعّينا، والواحد منا في الليل تقول طبيب مناوب، وهذاك الصغير يتم يزغّ في المخبأ، وإلا تلقاه يحبو على الطاولة، وبين ليلة وضحاها، تغير الحال، اليوم أتذكر أيام البليب الحلوة:
يوم كنت تملأ «دبّة» سيارتك من «الميوا» قيس أسبوع، بـ 150 درهماً، كانت ربطة الخبز بسعرها القديم، يونية العيش بالرخص، وما تروم تروزها من ثقلها، اليوم العيش أغلى من العنبرة الزرقاء، كان غسيل السيارة، بـ15 درهماً، العطر الإنجليزي الذي ظل كثير من الناس القدماء مخلصين له، ما يوصل 70 درهماً، كانت الكهرباء ببلاش، والماء سبيل، كان كرتون الطماطم بدرهم ونصف، الشقة العودة، وفي النادي السياحي اللي ما يسكنه إلا المعلمين والكَرّانية، بـ40 ألف درهم، يا أخي الشيشة بـخمسة دراهم، غرفة في فندق وعلى البحر، ما تساوي أكثر من 300 درهم، والريوق عليهم، التحسونة عند الحلاق اللبناني، يوم يريد يغامطك، ويتميلح، وبدي أزبطك، ما يتعدى 50 درهماً، السيارات العائلية الزينة بـ60 ألف، ومن وكالة البريمي بـ54 ألف، أحسن وَطّية كرم الله وجوهكم بـ 185 درهماً، الغترة بثلاثين، رخصة البلدية والغرفة ما توصل ألف درهم، الذبيحة السمين بـ150 درهماً، أكبر شنطة حجاج بـ 80 درهماً، مقاول الحج، كان يأخذ على الرأس 6 آلاف درهم، ويزوّرك المدينة أسبوعاً بطوله، تستطني نخلاً في الصيف، نغال وشب، وخرايف ولو في مزيد، حدها، حدها 800 درهم، كلن البترول بدرهمين، تبني غرفة بزويّة ومقلط بـ 12 ألف، سويعية الحرمة بـ75 درهماً، النظارة البيرسول ونمرتها الذهبية لاصقة عليها بـ45 درهماً، تسير بمبي في الصيف، وتتشرى، وتتقضى، ما تصرف 10 آلاف، شو تقولون؟ أحلى برنوص بعشرين درهم، تضَرّب دوشك، وإلا مطرح قطن، ما يأخذ المضَرّب عليك أزيد من عشر دراهم، تذكرة السينما الأول بخمس دراهم، شاي الكرك بآنتين، سيارات التاكسي إتمّ تكرف ليل نهار، وما يحوش الدريول في اليوم 50 درهماً، وَرّة فوزة الماي بـ25 درهماً، تولة العود الهندي المنقاي ما تطوف 100 درهم، مقفلة الحلوى بثلاثين، أحلى أسطوانة مشتخته بـ 15 درهماً، مَنّ السمك حده، حده 18 درهماً، كنا نفصلّ ذيك الكندورة البطرانة، وكوتها منها وفيها، وما تزيد عن 150 درهماً، سيرة دبي ويا عبريّة حول 15 درهماً.. وشو بتذكّر حتى أذكّر!
كانت أيام حلوة.. أيام البليب!