بقلم - ناصر الظاهري
- هناك عبارات ومصطلحات تطغى على مفردات اليوم عندنا، ونستعملها بكثرة حتى مع الوقت تعني عكس المراد منها، ومرات ما أن تسمعها حتى تصيبك قشعريرة أو يهجم عليك الملل فجأة:
- من تسمع واحداً يقول لك: أمورك طيبة، اعرف أنها غير كذلك، وهي تصبيرة أو جبيرة، لا تغني من جوع، ولا تجبر كسراً، لكن يريد قائلها أن يبيعك وهماً أو يلقمك صخراً، فتذهب مطمئناً أو كما قال لك تأكيداً على أن أمورك طيبة، مردفاً وراءها «أمَّرّة لا تحاتي»، لكن بعدها ستظل تحاتي وتقاسي.
- من تسمعهم يقولون: «تطبق الشروط والأحكام»، اعرف أنها تطبق عليك، لا لك، وأنها حيلة للتخلص من الوعود الإعلانية شبه الكاذبة، وما تلك العبارة إلا قطعة حلاوة.
- من تسمع واحداً من المواطنين في مقهى «ستارباكس»، يقول حين يسأله البائع عن اسمه ليكتبه على «الماغ»، فيقول له: «HM» أو «ZX» مثلاً، فاعرف أنه ليس باسمه، ولا يخصه فيه، ولا تدري لماذا يتنصل البعض من اسمه أو يهجره إذا ما دخل مقهى؟ فيستعيض بدلاً عنه أحرف الجر أو الرموز الهيروغليفية، تماماً كما يفعل الواحد منّا حينما تفاجئه امرأة بالسؤال عن اسمه، فيتلعثم، ويختار مباشرة اسم صديقه الحميم أو تجده يعقّها في ظهر واحد من رجال التاريخ، والبعض يتملح حينما لا تكون الزوج المصون معه، فيتشاطر على البائعة الفلبينية، ويضع اسم حبه القديم، يعني.. حركات قهوة الصباح.
- من تسمع واحداً يقول لك في هذا الحر اللهاب: «يا أخي ترانا ملينا من لندن كل سنة.. كل سنة»، فاعرف أن سفره معطل بفعل فواتير متراكمة أو بفعل بطاقات ائتمانية وصلت سقفها أو أن الزوج المصون أخذت أولادها وطمحت صيفاً إلى الخارج بدونه، وأن الحبيب باق هذا الصيف هنا، وبيشبع رطباً لين يَحّمَرّ.
- من تسمع واحداً يقول لك: «حاضر، إن شاء الله، فألك طيب، ما لك غير بياض الويه»، فادرك من ساعتها أنه يسرح بك، ويمرح، ويوسد ضلعك مخدة ريش نعام، وأنه سيتركك تركض وراء حاضر، وتعدو وراء إن شاء الله، وتسابق الخطى وراء فألك طيب، وتلهث وراء ما لك إلا بياض الوجه، لذا اختصرها وتوكل، وما تفيدك إلا يمينك.
- من تسمع أحداً يقول لك: «والله ما عندي، وإلا ما ينعزّ عليك»، فتيقن أنه عنده، وعنده الكثير.. يسعد صباحكم!