«شرطتان صح زرق»

«شرطتان صح زرق»

«شرطتان صح زرق»

 صوت الإمارات -

«شرطتان صح زرق»

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

رسائل الأصدقاء أو «مسجاتهم» الهاتفية متنوعة ومختلفة مثلهم وتشابههم، بعضها يفرحك، ويجعل صباحك معطراً برائحة الفل، بعضها يأتيك مبكراً عن فضل ركعتي الفجر، وكأن مرسِله يدق على باب جاره في طريقه إلى المسجد مذكراً إياه بصلاة الفجر، موصيّاً إياه بمثل ما كان يقول شوابنا القدامى: «قم صل.. لا تخلي الشيطان يركبك»، آخرون من الأصدقاء يرسلون لك دعاء الصباح مع صور تلك الخلفيات غير المدروسة تماماً، بعض هذه الأدعية تطمئن النفس، وتعطيك طاقة إيمانية إيجابية، بعضها الآخر تشعر أنها في غير وقتها، وتجعلك غير واثق في ما تفعل من خير وأمانة وصدق في الحياة، هناك مسجات من أصدقاء يُشعِرونك أنهم مرابطون على الثغور، لأنها من بقايا آخر الليل، حيث تشير الساعة عادة إلى الثالثة وعشر دقائق، فلا تعتقد أنهم من القوّامين أو الركع السجود، لأن «مسجاتهم» لا تدلّ على صلاح كبير، أو أن الواحد منهم قام يصلي له ركعتي تهجد في دبر الليل، بعض الأصدقاء لا ترى رسائلهم إلا يوم الجمعة، وهي رسائل «تدوير أو ريساكلينغ»، لأنها تلف على كل البيوت حتى تصل إلى المرسل الأول، هناك أصدقاء رسائلهم شغل طب نبوي، وحجامة في شهر رجب في يوم الأربعاء التاسع عشر، ويوم الجمعة الواحد والعشرين منه، وتظل رسائلهم تذكيراً بموسم الحجامة والخبانة قبل ستة أشهر، وقبل ثلاثة أشهر، وقبل أسبوعين وهكذا، الأصدقاء المتقاعدون رسائلهم معروفة، وتكاد تدور ضمن أفق واحد، لأن فيها من البكائيات على ما فرطوا وأهملوا أكثر من ذلك النور الذي يمكن أن يُرى في آخر النفق، وينتقلون بسرعة في رسائلهم قاطعين القارات، قبل لحظة يحدثك عن آخر التطورات المستجدة على السفر إلى بانكوك، وفجأة يتحول إلى الخالدية ودائرة المالية، ورواتب التقاعد الضعيفة، وبعدها مباشرة يحاول أن يختبر ذاكرتك، قائلاً: تتذكر لما رحنا المغرب وفرنسا؟ طبعاً هو لا يذكر، كل ما في الأمر يريدك أن تهلّ ما في رأسك لكي يتذكر، هناك أصدقاء «إخوان شما»، لا يأتي منهم إلا كل شيء مفرح للقلب، ويوسع الشرايين، ويجعل يومك ملوناً، وتشعر بصعود الزعاف في الرأس، أهم ما في رسائل هؤلاء الأصدقاء الفرحين المفرحين أنها لا تعترف بالسياسة، ولا المستجدات الاقتصادية، ولا المتغيرات التي سيحدثها «بايدن» بإدارته الأميركية الجديدة، وأكثر ما يعكر صفو يومهم أن ترسل لهم «مسج» عبارة عن دراسة اجتماعية معمقة في إحدى الظواهر التي تقلق المجتمعات، أو أي شيء فيه كلمة «الاستدامة» أو كلمة «الاستشراف»، بعض الأصدقاء الجادين كثيراً، لا يكتفي بالرسالة التوعوية الإرشادية، والتي يعدّها ضمن الأجر والثواب، وإنما ينتظر منك تعليقاً، لكي يرد عليك بتعليق مثله أو أحسن منه، مثل هؤلاء لا تستطيع أن تتحمل «مسجاتهم»، وأنت «تَوّك ناش من الرقاد» أو الساعة الثالثة والثلث ظهراً، على عكسهم هناك أصدقاء لا يرسلون إلا نكتاً أو مواقف مضحكة أو مقاطع فيها عادة تلك الدمغة أو «الإيموجي» للوجه الضاحك.. دامت ضحكتكم وابتساماتكم لأنها مفتاح كل خير.. شكراً لكل الأصدقاء.. ولكل رسائلهم التي وصلت حملت «شرطتين صح زرق».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شرطتان صح زرق» «شرطتان صح زرق»



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates