تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

من الأشياء التي بقيت أتتبعها في الأسفار، وتستوقفني غصباً عني في المدن الكثيرة، مشهد العصا في اليد، وخاصة عصا الإنسان الكبير أو عصا الرجل الأنيق «الجنتلمان»، حتى غدت كاميرتي لا تخطئ أي وضعية للعصا، والعين تراها من بعيد، وتميزها، وتفرحها.
ولعل من أقدم الأشياء تعلقا بالإنسان، ومواكبة لمسيرته منذ الأزل، هي العصا، ولا نستطيع أن نخط لتاريخ العصا عبر الدهور، ولا نعرف على وجه الدقة كيف خطرت للإنسان الأول أن يتخذها رفيقة دربه، وعكازة يمينه، وسلاحه يشهرها في وجه العدو، والحيوان القاتل، ويهش بها على غنمه، وله فيها مآرب أخرى، ولعل مقولة إن الإنسان يمشي في بدء حياته على أربع، ثم على اثنتين، ثم على ثلاث، تقديراً لتلك العصا التي كانت تتبع صاحبها إلى القبر حيث تدفن معه، ضمن بقية أشيائه الغالية والعزيزة للحياة الأخرى.
واشتهرت في التاريخ عصا موسى التي شقّ بها البحر، ولقفت ما صنع سحرة فرعون من أفاع بطريقة كيماوية، وعصا أو منسأة سليمان التي بقي متوكئا عليها، ولم يعرف الناس بموته إلا عن طريق دَابَّة الأرض أو الأرضة التي أكلت منسأته، واتخذ الأنبياء والرسل والشعراء والكهان العصا الخشبية من أفرع الشجر وجذوعه، وكانت ترافقهم في الخِطبَة وأثناء الخطابة، واتخذها الملوك مصنوعة من العاج والابنوس ومن الذهب والفضة، ومرصعة بالجواهر، سميت بالصولجان أو عصا العرش، وكانت رفيقة النساك والعباد والمتصوفة والدراويش، واتخذها العرب كعنوان للرجولة، ووقروا قيمتها فالحر تكفيه عنها الإشارة، ولغيره قرع العصا، والعصا لمن عصا، وفي أمثالنا المحلية «نحن عصاك اللي ما تعصاك»، وفي الفصحى نقول: شق عصا الطاعة، وفرَّق الجماعة، ونقول: ألقى عصا الترحال، أي استقر به النوى، وأصبحت للعصا مسميات كثيرة، بحسب حجمها، ولونها، ونوعيتها، والغرض الذي اتخذت لأجله، منها، المقرعة، والمشعاب، والقَبّ، والعجويّة، والقضيب، والخيزرانه، والعكّاز، والمقذعة، والباكوره، والمطرق، ودرّة الخليفة عمر بن الخطاب مشهورة، وكانت عندنا في قديم الزمن تتخذ من فرع شجر الرمان، ومن الخيزران، ومن شجر الليمون، وكانت تحنى وتعكف، والبعض كان يصبغها بالورس أو الحناء، وعرفت عندنا عصا «الهناوية» وعصا «الغافرية».
والعصا رفيقة الأعمى والضرير، وحتى حين تم اختراع عصا إلكترونية تدله على الطريق، 
وعصا الشرطة معروفة، والأشهر عصا الشرطة البريطانية، والتي كانت تغني عن المسدس، وهناك عصا المعلم والمطوع الطويلة التي تصل آخر الطلبة الكسالى، وعصا الراعي، وعصا التبختر عند كبار الضباط في الجيش والجنرالات، وزعماء الانقلابات العسكرية، وعصا المايسترو الرفيعة التي تضبط إيقاع فرقة من مائتي عازف، وعصا الساحر، والعصا غالبا للرجل، ونادرا ما تستعملها المرأة، لأن لسانها أطول، ودمعها أقوى.. وغداً نكمل

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان
 صوت الإمارات - الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل
 صوت الإمارات - أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 02:29 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

بلينكن يعرب عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن غزة قبل تنصيب ترامب
 صوت الإمارات - بلينكن يعرب عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن غزة قبل تنصيب ترامب

GMT 02:45 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

إلغاء ميتا التثبت من الحقائق سيكون له ضرر في العالم الحقيقي
 صوت الإمارات - إلغاء ميتا التثبت من الحقائق سيكون له ضرر في العالم الحقيقي

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 13:56 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

شيماء مصطفى تُقدّم حقائب من الجلد الطبيعي لعشّاق التميُّز

GMT 03:03 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مهاجم إنتر يخضع لعملية جراحية ناجحة في ركبته اليمنى

GMT 18:13 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأكسسوارات المنزلية جواهر تثمّن المشهد الزخرفي

GMT 08:06 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

محمد بن زايد يستقبل وفداً من البرلمان العربي

GMT 09:27 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

طريقة سهلة وبسيطة لعمل تتبيلة السمك المقلي

GMT 23:45 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة لويس فويتون Louis Vuitton لربيع 2019

GMT 13:30 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الماس الأبيض يزيّن أصابعك بفخامة ورقي

GMT 13:15 2013 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

بدء اجتماعات اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني في القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates