بقلم - ناصر الظاهري
- «الأوروبيون الآن ما يتعايزون، إن كانوا في مدينة مزدحمة أو كانوا سياحاً يتجولون، لا بينتظر الواحد منهم باصاً، ولا بيخسر فلوسه على سيارات الأجرة، ولا بيتم يسب الازدحام المروري، تلقاه يشيل معه أحذية «أم تواير» أو يحمل لوحاً زلّاقاً، تقول حامل كنانة أسهم، ورايح يحطب، ويوم يريد يوصل مكاناً حطها تحت رجليه، وخطف عليك مثل البرق، نحن وين نقدر عليهم، ترانا ربشة وعفسة، وزار وكندورة وغترة وعقال ونظارة شمسية تقليد، و«موبايلين»، تقول الواحد رايح يخطب، ما ساير يتمشى أو بيقضي شغلاً»!
- «بصراحة.. حَدّ من النسوان يوم تأكل لبان، تتم تتمطق، وتلوع كبدك بذاك الصوت الملتصق، والذي يشعرك أن رحيق اللبانة الحلو قد ذاب منذ مدة، واحدة منهن، تتمناها يوم تأكل اللبان، بذاك الهمس الذي يميزها، وبلا صوت تنقيع، واللبانة تدور في الفم بخفة، بحيث تشعر بطعم اللبان الحلو في حلقك، صحيح الله خلق وفَرّق»!
- «في ناس يستغلون سمعة بعض الدول ويوظفونها في مدح بلدانهم، فإذا أعجبه شيئاً جميلاً في مدينته المتعثرة تنموياً، قال لك: مثل باريس، وحين يبالغ يقول: مثل باريس وأحسن، عادة هؤلاء الناس يضمنون أن الآخرين غير مستعدين لمناقشتهم في ذاك الحين، ولا لهم جلادة على تفنيد مبرراتهم، فيتركونهم يربعون في سيح خال، لكن أحد الأصدقاء الجميلين، يعجبني في «رده على الدهريين»، فعادة يترك الشخص منهم يهلّ ما في رأسه من جمل مفيدة وغير مفيدة، وحين ينتهي، يصرّها له في ورقة «سلوفان، مثل الشكليت» كلمات قليلة جامعة مانعة، فإذا أتاه شخص ممن يستعير من وجوه الناس حُسناً ليضفيه على النطيحة والمتردية أو يلصق جمال وسمعة بلد تعب واجتهد في بناء صورته، فيسحبها منه فجأة وبطريقة مجانية ويلصقها ببلده أو بلد له فيه فائدة، ويريد أن يسوّقه، فيبدأ بالجمال والنظافة فيستعيرهما من سويسرا، وأن المناظر الخلّابة مثل مناظر القرى السويسرية، وأن الجو المنعش مثل جو جبال الألب السويسرية، ما خلى صاحبنا شيئاً جميلاً في سويسرا إلا وألصقه في تلك البقعة التي يريد أن يبيع ويتربح فيها، وحين وصل إلى جملة: والله كأنك في سويسرا، رد عليه صديقنا: خلاص عَيَلّ بروح سويسرا أحسن لي، ما دام ديارك مثل سويسرا»!