بقلم - ناصر الظاهري
أجمل ما في الحياة أن تتصادف مع الأشياء في زمنها ووقتها، لأنها مثل الشباب، حلو في وقته، أما التشبب في العمر المتقدم، فهو مثل الآتي متأخراً، ويظل يكيل لك التبريرات، ويضع عليك اللوم، حتى الانتظار الذي لا يهواه الكثير جميل في وقته، وجميل حين يهبك تلك المساحة الزمنية للتلهف وإعمال الخيال وصنع المشاهد المقبلة، وأنت تنتظر خبراً أو حبيباً أو بشارة أو حظاً تتمناه أن لا يتأخر.
- كل الأشياء جميلة فقط في وقتها، مثلها مثل الثمار والأزهار، مثل الليل والنهار، بحيث لا تختلط الأشياء، ولا تلتبس الأمور، لنقدر أن نفرق بين ثمر الشتاء، وزرع الصيف.
- الشجاعة جميلة في وقتها، وحين تدرك أنها تفيد، وتنقذ نفسك والآخرين بأقل الأضرار.
- الحلم جميل في وقته، ولكن بشرط أن لا يتمادى الجاهل عليك، ويحرجك حتى يخرجك من رجاحة عقلك.
- الخير جميل في وقته، ولكن مع الذين يعرفون ويقدّرون ولا يخونون ولا يتشبهون بالضباع المستجيرة.
- العزة جميلة في وقتها، لكن أن لا تأخذ المرء حد الإثم والأذى وتلك النعرة الجاهلية.
- الضحك جميل في وقته، لكن أن لا يتمادى فيه الإنسان حتى يميت القلب والهيبة والرجولة.
- الصبر جميل في وقته، لكن بشرط أن لا يشرخ النفس الكريمة والرضية.
- الطيبة جميلة في وقتها، لكن على المرء أن لا يجعلها توحي للآخرين أنها مصدر ضعفه وهوانه وخنوعه.
- الصراحة جميلة في وقتها، غير أن المرء عليه أن يظهرها من قلب بريء، وبلغة متواضعة، ولا يسمعها ثالث الاثنين، إلا همساً بين الناصح والمنصوح.
- الكرم جميل في وقته، لكن على المرء أن لا يقرب بقرة البيت التي تطعم كل البيت.
- الهمام والمقدام والجسور، صفات كلها في المرء جميلة، لكن في وقتها، بحيث لا يحرق الإنسان كل سفنه، ويقول لا مفر لي من الماء إلا الماء، ولا سبيل من الرمضاء إلا النار.
- التواضع جميل في وقته، لكن ليس كحد أن تعتلي كتفك الضباع والثعالب، وكلاب البادية.
- السماحة جميلة في وقتها، لكن لأهل الفضل والسماح ومن يشبهونهم.
- الرضا جميل في وقته، والقناعة في حينها، ولكن ليس كحد تدلي العنق، ومشاركة دواب الأرض أُكلها.
- السعادة جميلة في وقتها، شرط أن تأتيك من خير وفعل خير، لا غاصب إنسان، ولا طمع بإنسان، ولا ظالم لإنسان، تدخل مثل ريح طيبها المسك، لتستقر في النفس وتضيئها.
- الحنان جميل في وقته، بشرط أن لا نطعم أولادنا سكراً كل الوقت، فتتساقط أسنانهم في أول عمرهم.
- الحزم جميل في وقته، بحيث ندرك أن هناك أموراً في الحياة ينبغي الالتفات إليها على الدوام، كالنساء وأقفال الأبواب، وكل ما ينبغي أن يرفع رأسك أو يمكن أن يدنس حرمك أو يمكن أن يخنع رقبتك.
- الخلوة جميلة في وقتها إن كانت لتعبد، وتنسك، وتطهير النفس، أو كانت لاكتمال منجز يفرح النفس، ولا يغفل سعادة الآخرين.
- الحياة جميلة في كل أوقاتها، إن صادفت نفساً طيبة كريمة، بشرط أن لا تجعلوا الآخرين يسرقون فرحكم، ولا يستوطون حائطكم، ولا يرغمونكم على السير في ركابهم، ولا يفتعلون النيران في أوقاتكم.