خميسيات 0472019

خميسيات 04-7-2019

خميسيات 04-7-2019

 صوت الإمارات -

خميسيات 0472019

بقلم - ناصر الظاهري

- ليس أصعب من الحزن الجماعي، وحزن المدن، وأحزان المكان على فقد عزيز، تشعر فجأة أن صهداً يكتم على صدر المدينة، وثمة غياب وفَقد ويُتم أصاب الناس دون أن يدروا، وحده المطر.. يمكن أن ينتشل الأمكنة من أحزانها، ويعيد للناس ديناميكية حركة الشهيق والزفير بتلك الراحة التي يعرفونها، وكأن الأرض تنفست بعمق فجأة، وأن السماء دنت بظلها ونورها، اللهم صَبّر الشيخ سلطان على فقده، وعضّده بإيمانك، وبِآي الصبر، وإنّا إليه راجعون.
- الشعراء أنواع: هناك شاعر سريع الاشتعال، وشاعر قابل للكسر، وشاعر مفلتر، وشاعر أبو حيلة وفتيلة، وشاعر من حطب وعطب، وشاعر من سيربح المليون، وشاعر أبو ساعة ألماس دقاقة، وشاعر المائدة المستديرة، وشاعر شعاره وأشعاره كلها خريط في خريط، ولا قبض الريح، وشاعر من قوم ترّنا، وين دار الهواء والهوى درّنا، وشاعر حسب الطلب، وشاعر «دليفري»، وشاعر مش شاعر بما يدور حولنا، وشاعر خدمة «مميزة»، بصراحة.. تعدد الشعراء والشعر غير واحد!
- هناك شخصيات يمكن أن نسميهم «من دون» أو شخصيات كونية أو «كوزموبوليتانية»، لا تستطيع أن تعرفهم من أي بلد، وإن عرفتهم، فلا تحب أن تربطهم ببلد، هكذا هم شخصيات استثنائية، عابرون للقارات، هم متواجدون عبر التاريخ، وبمرور التاريخ، شكسبير إن حصرته بالإنجليز فهذا ظلم له، ولأدبه، تشعر أنه ملك للإنسانية، ومن كثرة ما يشعرك أنه تابع للأرض قاطبة، عَدّه البعض شخصية أسطورية، وليست حقيقية، والبعض حجّموه، وقالوا إنه «فرنسيس بيكون»، المتنبي هذا الشاعر المنفوخ باللغة الذي جعل الدهر لشعره منشداً، لا تستطيع أن تلصقه ببلد معين، وتحصره بين البصرة والكوفة وبغداد، النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي عاش وأسس وبنى في أربعة بلدان، لا يمكن أن نقول عنه إنه من العراق فقط، أحمد شوقي الذي تقاسمت دمه خمسة بلدان، أمير شعراء العربية الذي يجيد نظمها ولا يحسن نطقها، لا يمكن أن نلصقه بمصر أو ببلد واحد، تشعر له هيبة جغرافية ممتدة إلى أكثر من بلد، عبد الباسط عبد الصمد هذا الصوت الإنساني الجميل، لا يمكن أن ترده مع صلاح الدين الأيوبي إلى كردستان، وتحصرهما هناك في تلك الجبال المعممة بالخضرة والأشجار، وهما من طفقا الآفاق، واحد بخيله وسلطانه، وواحد بصوته السماوي، محمد علي الكبير باني النهضة العربية الجديدة، ومنشئ مصر الجديدة، لا يجدر بنا أن نرده إلى ألبانيا البلد الصغير والفقير ونصف الأمي، جمال الدين الأفغاني هذا الذي ذرع الشرق والغرب وخبر السياسة والتاريخ والثقافة واللغات، هل يجدر أن نرجعه إلى جبال قندهار ونكتفي؟ وشاعر العربية الفحل ابن الرومي أيعقل أن يكون من اليونان؟ وغيرهم الكثير الكثير، ولأنهم شخصيات تتخطى الحدود، وتصبح من حق الجميع، لذلك نتمنى أن يكونوا دوماً «من دون»، ذلك هو جواز سفرهم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خميسيات 0472019 خميسيات 0472019



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى

GMT 18:49 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

28 موديلا مختلفا لقصات الجيبات

GMT 04:49 2020 السبت ,18 إبريل / نيسان

تسريحات رفع ناعمة للشعر الطويل للعروس

GMT 03:10 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مي عمر تنضم لمسلسل محمد رمضان "البرنس" رمضان المقبل

GMT 02:53 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

إطلاق مجموعة "لاكي موف"من دار "ميسيكا" باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates